الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

كيف عمقت الحرب على غزة الانقسام بين واشنطن وموسكو وبكين؟

الانقسام بين الولايات
الانقسام بين الولايات المتحدة وروسيا والصين

يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحماس تعمق الانقسام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة والصين وشريكتها روسيا من جهة أخرى، وكان الانقسام واضحا هذا الأسبوع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تعثرت الجهود الرامية إلى إصدار قرار ردا على الصراع بسبب الخلافات بين الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، وجميعهم يتمتعون بحق النقض.  

العلاقات بين روسيا والصين

من جانبه أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وأدان الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس في 7 أكتوبر، وشدد على دعمه للانتقام لقوات الاحتلال الإسرائيلي. 

وعلى جانب آخر اتخذ الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين نهجا مختلفا، فقد أدان الزعيمان الهجمات على المدنيين، وحثا على وقف إطلاق النار وعرضا التوسط، في حين فشلا في إدانة حماس صراحة. 

إقامة دولة فلسطينية مستقلة

وقال كلاهما إن حل الصراع يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفي اجتماع يوم الخميس، أكدت الصين وروسيا موقفهما المشترك بشأن هذه القضية، وقالتا إنهما تنسقان سياستهما في الشرق الأوسط عن كثب. 

وقال مبعوث الصين للشرق الأوسط تشاي جون لنظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في قطر، إن السبب الأساسي الذي جعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يصل إلى حالته الحالية هو أن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لم تتم حمايتها.

وقال روبرت سوتر، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، عن الصين وروسيا: "إنهم يحاولون الحفاظ على استقرار علاقاتهم، لكن من الواضح أنهم يميلون بعيدا عن الإسرائيليين ويميلون نحو الفلسطينيين."

العلاقات بين روسيا والصين

وقد أصبحت الصين وروسيا، اللتان أعلنتا بالفعل عن شراكة "بلا حدود" قبل أسابيع من شن بوتين غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022، أقرب إلى بعضهما البعض مع تدهور علاقاتهما مع الغرب. 

وترى الصين، التي دعمت حرب روسيا سياسيا واقتصاديا، أن موسكو شريك مهم في جهودها الرامية إلى إقناع الدول النامية برؤية الرئيس الصيني لنظام عالمي بديل أقل هيمنة من الولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين. 

العلاقات تتوطد بين الصين وروسيا

وقد تأكدت العلاقات القوية بين البلدين هذا الأسبوع من خلال ظهور بوتين في تجمع عالمي في بكين بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق" المميزة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ. 

وكانت الرحلة هي الأولى التي يقوم بها الررئيس الروسي فلاديمير بوتين خارج الاتحاد السوفييتي السابق منذ صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه في مارس الماضي بسبب حرب أوكرانيا.  

العلاقات بين روسيا والصين

وقال أليكسي ماسلوف، مدير معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية، إن حضور الرئيس الروسي بوتين لم يكن يتعلق بالمبادرة، التي ليست روسيا جزءا منها، بقدر ما يتعلق بإظهار أنه لا يزال لديه أصدقاء أقوياء.

هجمات الاحتلال تجاوزت الحدود

ولم يذكر الرئيس الصيني الصراع بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الفلسطينية حماس في خطابه في منتدى الحزام والطريق، ولكن كان مسؤولوه أكثر مباشرة، حيث أخبر وزير الخارجية وانغ يي وزير الخارجية السعودي الأسبوع الماضي، أن قولت الاحتلال قد تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس، ويجب عليها وقف عقابها الجماعي للأشخاص في غزة، الجيب الفلسطيني الذي ينحدر منه وشنت حماس هجومها طوفان الأقصى. 

وقد أعربت إسرائيل عن خيبة أملها العميقة إزاء رد فعل الصين على هجوم حماس، وعدم إدانتها لهم.

وقال جيداليا أفترمان، رئيس برنامج السياسة الآسيوية في معهد أبا إيبان للدبلوماسية الدولية في إسرائيل: "من وجهة نظر إسرائيلية، كان هذا بمثابة 11 سبتمبر في إسرائيل أو حتى أسوأ من ذلك، وقد تعامل معها الصينيون كما لو كانت مجرد حدث عادي."

العلاقات بين روسيا والصين

انتظار رد فعل الدول الإسلامية

وقد امتنعت كلًَا من الصين وروسيا عن إدانة حماس لأنهما تنتظران قياس رد فعل الدول ذات الأغلبية المسلمة، ليس فقط من الدول الرئيسية المنتجة للنفط في الشرق الأوسط التي تربطهما بها علاقات اقتصادية عميقة، ولكن في أجزاء أخرى من دول العالم مثل إندونيسيا وماليزيا.

تم نسخ الرابط