تقارير أمريكية: العاملون في المجال الصحي عرضة للإصابة بالاضرابات العقلية
أطلق باحثون من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية ناقوس الخطر بشأن أزمة الصحة العقلية للعاملين في مجال الصحة في جميع الولايات الأمريكية، حيث كشفت تقارير طبية أن العاملين في المجال الصحي أكثر عرضة للإصابة بالاضرابات العقلية.
وأظهرت بيانات المسح على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2018 و2022 أن ما يقرب من نصف العاملين في مجال الصحة أبلغوا عن شعورهم بالإرهاق والاضطرابات الدماغية والنفسية، مقارنة بأقل من الثلث قبل أربع سنوات، كما تضاعفت أيضًا تقارير العاملين في مجال الصحة عن تعرضهم للمضايقات في العمل.
ويظهر التقرير أن العاملين في مجال الصحة يواجهون نتائج أسوأ في مجال الصحة العقلية، مقارنة بالموظفين العاملين في القطاعات الأخرى.
وتأتي هذه النتائج في أعقاب أكبر إضراب للعاملين في مجال الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة، إذ أشار 75000 موظف نقابي في Kaiser Permanente إلى مشاعر الإرهاق والنقص المزمن في الموظفين أثناء الإضراب في خمس ولايات أمريكية.
مركز مكافحة الأمراض
وفي ذات السياق قالت الدكتورة ديبرا حوري، كبيرة المسؤولين الطبيين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: "في حين أن العاملين في مجال الصحة عادة ما يهتمون بجدية بالآخرين في وقت حاجتهم فإن العاملين الصحيين في بلادنا هم الذين يعانون الآن وعلينا أن نتحرك".
وأضافت حوري أنه حتى قبل انتشار وباء كورونا كانت وظائف العاملين في مجال الصحة تتطلب جهدًا كبيرًا، إذ يواجه مقدمو الخدمة ساعات طويلة وجداول زمنية لا يمكن التنبؤ بها، والتعرض للأمراض المعدية والتفاعلات الصعبة في كثير من الأحيان مع المرضى وأسرهم.
واستكملت حوري: “إن رعاية الأشخاص المرضى يمكن أن تكون مرهقة وعاطفية للغاية على الرغم من أنك تفعل كل ما بوسعك لإنقاذ حياة شخص ما إلا أنني ما زلت أتذكر بعض حالات المرضى الصعبة التي مررت بها فعندما أعطيت الأخبار السيئة حول تشخيص السرطان المتقدم لزوجتي العاملة أو الوقت الذي لم أتمكن فيه من إنعاش طفل صغير بعد حادث سيارة”.
وبحسب حوري فإن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تفاقم التحديات في مكان العمل إذ يواجه مقدمو الرعاية الصحية موجة من المرضى وساعات العمل الطويلة ونقص الإمدادات.
وقد أدت هذه الضغوط إلى زيادة مضاعفات الصحة العقلية والتفكير في الانتحار.
ووجدت الدراسة أن العاملين في مجال الرعاية الصحية أبلغوا عن زيادة في أيام ضعف الصحة العقلية بين عامي 2018 و2022 وفي الاستطلاع أفاد 44% من العاملين في مجال الصحة برغبتهم في البحث عن وظيفة جديدة، ارتفاعًا من 33% في عام 2018.
وفي المقابل انخفض عدد العمال الأساسيين الآخرين الذين كانوا يعتزمون البحث عن وظيفة جديدة خلال نفس الفترة.
وفي الوقت نفسه ارتفع عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تعرضوا للمضايقات - بما في ذلك التهديدات العنيفة والتسلط والإساءة اللفظية من المرضى وزملاء العمل - من 6٪ إلى 13٪ خلال فترة الدراسة.