زيارة أردوغان للخليج.. تركيا تحاول تجديد "الثقة" لإنقاذ اقتصادها
بعد قرابة العشر سنوات من توتر العلاقات بين تركيا ودول منطقة الشرق الأوسط خصوصًا الخليج، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولة تشمل ثلاث دول خليجية هي السعودية وقطر والإمارات.
الهدف من الزيارة:
ذكرت وكالة الأناضول التركية، في تقرير لها، أن تلك الجولة التي يُجريها أردوغان تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع عواصم المنطقة وتحفيز نمو التبادلات التجارية بينها وبين الدول الثلاث.
وتسعى تركيا لتقارب أكبر مع الدول العربية وفي مقدمتها الدول الخليجية ومصر، حسب التصريحات الأخيرة للجانب التركي، فيما تظل "أزمة الثقة" بين الأطراف العربية وتركيا قائمة، بالنظر للتوترات السابقة التي لم يتم تجاوزها بشكل نهائي حتى الآن.
التقارب مع الإمارات:
تسعى تركيا منذ 2021، لبناء تقارب قوي مع دول الخليج وعلى رأسها الإمارات، إذ وقّعت الدولتان شراكة اقتصادية شاملة في مارس الماضي، وكانت التجارة البينية غير النفطية بين البلدين ازدادت بنسبة 40 بالمئة، لتصل إلى 18.9 مليار دولار عام 2022.
الأمر الذي من شأنه أن يجعل تركيا بين أكبر عشرة شركاء تجاريين للإمارات حول العالم، بحصة تبلغ أكثر من 3 في المئة من التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات.
وقال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني الزيودي، إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة للإمارات في تركيا، بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار، ما يضع الإمارات في قائمة أكبر 15 دولة مستثمرة في تركيا.
التقارب مع السعودية:
عادت الاستثمارات السعودية التركية تشهد تطورًا ملحوظًا، منذ العام الماضي، بعد انقطاع شبه تام في العلاقات بين البلدين، على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين لـ4.3 مليار دولار في أول 10 أشهر من العام 2022، مقارنة بـ3.7 مليار دولار في 2021.
كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين أنقرة والرياض إلى 622 مليون دولار في يونيو، 2022 مقابل 358 مليون دولار في الشهر نفسه من عام 2021، بحسب وكالة الأناضول.
وقفزت صادرات المملكة إلى تركيا بنسبة 74.4 بالمئة لتصل إلى 608 ملايين دولار في يونيو الماضي، مقارنة بـ348 مليون دولار في يونيو من العام الماضي. بحسب الوكالة ذاتها.
وأعلنت هيئة الإحصاء السعودية، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، عام 2018، بلغ 12.739 مليون ريال (قرابة الـ3 ملايين دولار) واحتلت تركيا المرتبة الـ19 من بين الدول المستقبلة للصادرات السعودية.
فيما زادت واردات السعودية من تركيا بنسبة 47.3 بالمئة وصولًا إلى 14.4 مليون دولار، ارتفاعًا من 9.8 ملايين دولار في يونيو 2021.
وانخفض التبادل التجاري بين تركيا والسعودية بنسبة 62 بالمئة خلال العام 2021.
وبلغت الواردات التركية في 2021، أكثر من 14 مليون ريال (3.76 مليون دولار) انخفاضًا من 50.6 مليون ريال (13 مليون دولار) في ديسمبر 2020، ومن 622 مليون ريال 165 مليون دولار في يناير 2020، وفقا للهيئة ذاتها.
وأظهرت البيانات حينها أن تركيا تراجعت من المرتبة الحادية عشرة من حيث الواردات إلى السعودية في ديسمبر 2019، لتحتل المرتبة 58 في ديسمبر 2020
في السياق ذاته، أودع ” الصندوق السعودي للتنمية” خمسة مليارات دولار لصالح البنك المركزي التركي في مارس الماضي.
التقارب مع قطر:
بحسب تصريحات سابقة، لعضو مجلس إدارة غرفة قطر للتجارة السيد عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين سجل، خلال العام 2022، نموًا بـ 18 بالمئة، ليبلغ 8 مليارات ريال قطري، مقابل 6.8 مليار ريال خلال العام 2021.
أزمات اقتصادية تدفع لتحسين العلاقات:
يرى خبراء واقتصاديون، أن مصلحة تركيا تقتضي تحسين العلاقات مع دول الخليج، نظرًا للأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها الآن.
كما أكد الخبراء، خلال تصريحات صحفية، أن الرئيس التركي يرغب خلال هذه الزيارة في تصفير المشكلات مع الجانب العربي والخليجي، والتأكيد على تحسن مستوى العلاقات، ما ينعكس إيجابًا خصوصًا على المستوى الاقتصادي".
وتشهد تركيا أزمة اقتصادية شديدة الوطأة في ظل انهيار في قيمة الليرة التركية التي فقدت 80 بالمئة من قيمتها في خمس سنوات.
وسجل صافي احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي، أدنى مستوى له على الإطلاق عند 4.4 مليار دولار في 26 مايو الماضي.