بعد المطالبة بعودتها.. أبرز المحطات في تاريخ شركة النصر للسيارات
انطلقت حملات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي داعية إلى مقاطعة شركات عالمية تدعم إسرائيل، وبالفعل أعادت حملات المقاطعة التي لجأ إليها المواطنون من المنتجات المصرية إلى الصورة مرة أخرى، فضلا عن ظهور بعض المنتجات الجديدة والتي لاقت قبول المصريين بشكل كبير.
وانتشرت في الأيام الماضية، على صفحات السوشيال ميديا، المطالبة بعودة شركة النصر للسيارات مرة أخرى وفتح مجالات التصنيع، بما يتناسب مع حجم تاريخ الشركة وسمعتها لدى المواطنين.
وهنا تطرح تساؤلات عدة عن عودة واحدة من أقدم الشركات في مصر، والتي تمكنت من تحقيق طفرة في صناعة السيارات في مصر، وتوفير كافة احتياجات السوق المحلي، فما هو تاريخ الشركة؟، وما الصعوبات والمعوقات التي واجهتها
لذا يستعرض موقع بالمصري لمتابعيه في السطور التالية مشوار شركة النصر للسيارات منذ انطلاقها حتي الآن.
تاريح انشاء شركة النصر للسيارات
أنشئت شركة النصر لصناعة السيارات لعام 1957، وذلك عند صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة تضم وزارتي الحربية والصناعة لإنشاء شركة ومصنع لإنتاج الشاحنات والحافلات في مصر، وتمت دعوة شركات عالمية للمشاركة في التأسيس، وأُسند المشروع لشركة كلوكنر همبولد الألمانيةعام 1959.
تأسيس شركة النصر للسيارات
ثم صدر القرار الجمهوري رقم 913 في 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكا للحكومة المصرية، تم افتتاح خطوط التجميع في مصنع الشركة بمنطقة وادي حوف سنة 1960، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية وغيرها من الشركات.
تعتبرشركة النصر واحدة من أهم وأكبر الشركات لصناعة السيارات، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، تعمل في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، أنشئت بقرار رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر رقم 913 لسنة 1960، ضمن مشروع الحكومة المصرية في ذلك الوقت والمسمى من الإبرة للصاروخ، بهدف تجميع السيارات في المرحلة الأولى ثم الانتقال لتصنيع السيارات بشكل كامل في مرحلة لاحقة، يقع مقرها الرئيسي ومصنعها في منطقة وادي حوف بحلوان جنوب العاصمة المصرية القاهرة، قامت بإنتاج عدة طرازات من السيارات والشاحنات.
أنشئت الحكومة، الشركة بهدف تجميع السيارات في المرحلة الأولى، ثم الانتقال لتصنيع السيارات بشكل كامل في المرحلة الثانية، وبدأت الشركة بـ 290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية، بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة، وعملت شركة النصر على تجميع سيارات فيات في مصانعها وحازت على ثقة المصريين، وكانت أكثر السيارات مبيعًا في السوق المصري.
شركة النصر للسيارات
استمرت شركة النصر في تصنيع سيارات فيات التي تم إنتاجها في إيطاليا، بالتعاون مع شركات السيارات المتعاونة مع فيات والحاصلة على ترخيص بتعديل هذه الموديلات، وظلت النصر تنتج السيارة نصر 128 - أنتجتها فيات سنة 1969 - بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وأنتجت شركة النصر أيضا السيارة نصر شاهين وهي موديل معدل في شركة Tofaş التركية من السيارة فيات 131، وكذلك السيارة فلوريدا بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وهي نموذج معدل من سيارة فيات 128.
في بداية فترة التسعينيات شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر وقدمت عدة موديلات حديث، وظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكي، بيجو وأوبل التابعة لمصنع جنرال موتورز مصر العامل في مصر منذ نهاية السبعينيات، وفي ظل هذا التنوع الكبير، وعدم توافر عملات أجنبية لإبرام اتفاقيات السيارات المراد تجميعها، والسياسات الاقتصادية الخاصة بتحرير سعر الصرف، بالإضافة لسياسات الحكومة في التسعير الجبري المنخفض للسيارات خلال فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، لتيسير حصول المواطنين على سيارة بما يتناسب مع دخل الفرد في مصر.
تصفية شركة النصر للسيارات
فى ظل التحديات السابقة تقرر تصفية شركة النصر لصناعة السيارات بسبب تراكم مديونياتها إلى حوالي مليار جنيه، وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف لـ 300 عامل، حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه، وفي 17 نوفمبر 2009 صدر قرار من رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية المالكة لشركة النصر بتصفية الشركة وإحالة العاملين إلى المعاش المبكر.
حاولت الشركة إعادة الإنتاج في مجال الصناعات المغذية لصناعة السيارات، وأُجريت مفاوضات لتسوية مديونيات الشركة لتمكينها من العمل بشكل جيد، وفي أكتوبر 2016 عادت تبعية الشركة للشركة القابضة للصناعات المعدنية مرة أخرى، وفي أغسطس 2022 تم دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات في شركة النصر وذلك لإنشاء كيان متخصص في إنتاج وتصنيع السيارات الكهربائية.
النصر.. عملاق عائد من القرن الماضي
وتفاوضت الحكومة كثيرا مع إحدى الشركات الروسية في عام 2017، ثم تمت مفاوضات أخرى مع شركة إيطالية في عام 2018 لم تكلل بالنجاح، إلى أن استقرت حاليا على التفاوض مع شركات هندية وصينية.
في أغسطس 2022، اعتمدت الجمعية العامة غير العادية لشركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، قرار دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات في الشركة.
وجاء القرار ضمن خطتها لتوطين صناعة السيارات الكهربائية بأحجامها المختلفة فظل الاتجاه العالمي نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتكوين كيان قوى في هذه الصناعة وتحقيق التكامل بين الشركتين خاصة وأنهما تعملان في نشاط متماثل، ومتجاورتان بمنطقة وادي حوف في حلوان، تضمنت مشروعات الكيان الجديد إنتاج مركبات كهربائية متنوعة من السيارة السيدان، والميكروباص وبديل للتوك توك، وذلك بالتعاون مع شركات عالمية ومحلية.