منذ أن ظهر في المشهد اللبناني عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان ١٩٨٢، وهو مثير للجدل والاتنباه، الذي يسعى اليه دائما وابدا من خلال شخصيته التي تتسم بالعنف.
وإذا أردنا أن نجنب النظرة الشخصية في تحليله، إلى النظرة الموضوعية المحايدة، بعيدا عن العاطفة، التي تتارجح أحيانا إعجابا به، وفي أحيان أخرى سخطا عليه، نجده شخصية مريضة بحب الانتباه، وحب الزعامة، دون حساب العواقب والتوابع، يبحث دائما عن الإثارة، يريد سطح الأحداث ليعلن أنه الملهم والمنقذ للمشهد اللبناني.
ولكنه في أغلب الأحيان مصدر للنكبات والأزمات، جهازه العصبي دائما موصول بأفعال مثيرة، لكي يشعر بأنه طبيعي، يميل للتحريض على أفعال فيها إثارة، أما إذا تحدثنا عنه على أنه خطيب فهو يختار موضوعاته، التي يقدم فيها نفسه على أنه المنقذ للمشهد، اختيارا يهم جماهير عريضة، مستخدما خداعهم الإدراكي في سلب عقولهم وعواطفهم تجاهه.
يختار عبارات تلهب المشاعر، مستخدما الكذب الذي يجيده، كوسيلة لتحقيق أهدافه، وهو يفتقر للواقع، فأمثال شخصيته تعيش في الأوهام، والتخيل.
لا يميل للخطط الطويلة، لأنه يحتاج إلى الظهور دائما، أما الخطط الطويلة فتجعله متواريا بعض الشيء عن الأنظار، وهذا لا يحبه.
وما أصاب لبنان من حرق، وفقر إلا بسبب مخيلته المريضة، لهذا نراه يتصور نفسه فوق الجميع، أتى من عالم الأساطير والأوهام، قدراته الخطابية تفوق الجميع، وتتسم كل خطاباته بالتهديد والوعيد، ويستخدم السذج دائما لخداعهم.
يتسم بالعصبية الزائدة وتطويع عاطفته من أجل إغواء أتباعه والتلاعب بهم وبعقولهم وعواطفهم.
ولعل ما نراه من استقامة شخصية أو اعوجاج مطبوع في سنوات الطفوله الأولى، التي إذا نظرنا إليها من خلال تنبؤات قوية للسلوكيات النفسية، والتي كان مبعثها طفولته البائسة، من فقر وعوز وترحال، بحثا عن فرصة حياة أي فرصة حياة لانعدام فرص الحياة في ذلك الحين، في بلدته صور، التي نشأ فيها، باعتبار أن الجنوب اللبناني كله كان على تلك الشاكلة المفجعة. ومن خلال ذلك ظهرت شخصية حسن نصر الله، بسلوك إجرامي مؤذٍ وعنيف، ولو في أضيق الظروف حتى ولو لم يمارس عنفا صريحا.
هذا ما يسمى نفسيا بالعدوان المرتد على المجتمع، الذي يرى فيه خصما وعدوا.
كل هذا يجعله ينعزل عن المجتمع ويتفرغ لكيفية ممارسة العنف السياسي والاجتماعي، ولذلك يعاني من اضطربات من الصعب تفسيرها.
البعض يفسرها على أنها مزاج سيء نتيجة العوامل التي تنطوي عليها نفسه المدمرة، التي دمرت كل شيء نبيل في لبنان.
ويعد نصر الله بذلك هو سمسار الفتنة في المشهد اللبناني، الذي يعاني من نفسه الجامحة، وأن إطلالته دائما ما يصحبها فتنة، فقد أطل مؤخرا كأجير ليسعر فتنة جديدة.