ظلام الليل طبع أثره حول عيني، فبعد ثلاثة أيام تواصل فيهم عدم النوم، وسفر طال 12 ساعة، من لحظة التحرك من القاهرة، وصلت إلى حيث كان حلمي وأصبح حقيقة، وصلت لـ"زيكولا" أحلامي "سيوة".
وتعمدت عدم النوم أثناء الرحلة، حتى اكتشف ذلك السبيل لتلك البؤرة المكانية التي تبعد عنا مئات الكيلومترات، فإذا بمساحات شاسعة من الصحراء، حضرت فيها شروق الشمس.
بدأت عيناي تذبلان، لكن الإصرار على الاكشاف كان أقوى، فمهما طالت رحلتي أو قصرت، سأجع بيتي، وآخذ النصيب المطلوب من النوم، هذا هو مبدئي في أي رحلة.
ظننت بعد كل هذا الكلل، أن الرحلة سوف تنقضي في النوم ولكن سرعان ما بدلت ملابسي، وبدأت في الاستكشاف والتوغل.
كل ما كنت أسمعه عن سيوة، من أنها بلد سياحي قوي، جعلتي أتخيل أنها تملك من التحضر ما لا تملكه أهم محافظات مصرنا، لكن من أول نظرة علمت أن سحر سيوة في بساطتها
تصورت أن الفندق الراقي، الذي نزلت فيه، سيكون قمة في الفن المعماري والديكور، لكن الصدمة الجميلة، كانت في لمساته الرقيقة المستوحاة من الطراز القديم.
كأنني انتقلت من عصر إلى آخر، فبعدما كنت أعاني من ضوضاء وزحام قاهرة المعز، جئت إلى حيثما تمنى الفؤاد أن يسكن.
أول ما كنت أسمع عنه في سيوة، هو "عين كيلوبترا"، فأسرعت إلى مرشدي في الرحلة قائلة: عاوزة كيلوبترا، فإذا بزميلي يرد ـ مع ضحكة ساخرة مجلجلة: "أمامك السوبر ماركت هاتيلك علبة"!
أوضحت لهم قصدي، وما علمته من معلومات عين كيلوبترا، أشهر عيون سيوة، وأهم المزارات السياحية فيها، وأنها عبارة عن عين حجرية يملؤها الماء المتدفق من الينابيع الساخنة.
وسرعان ما توجهت لوسلة المواصلات وهي "التروسكل"، مش بقولكو كل حاجة هنا بسيطة، ليأخذنا السائق إلى مقصدي، لأجد نفسي أمام مجموعة من الكافيهات البدائية، وعين دائرية من الماء ، وأجانب من أماكن مختلفة، ونحن المصريين.
كل ما نطقت به هو: سبحان الخلاق العظيم، فأمام كل ما وصلنا إليه من تكنلوجيا وتقدم، فهذا هو الإعجاز، سحر وجمال من صنع الخلاق العظيم، "الله".
التمر باللبن، إوعي يا أماني تروحي هناك ومتجربيهوش، كلمات كانت تكرر في ذهني، فهرولت إلى أحد الكافيهات المعرش بالجريد، ويتوسطه النخيل، وطلبت التمر باللبن، لأشىرب ألذ ما ذاق لساني من مشروبات باردة، وبلا أدنى مبالغة.
كانت سيوة واحدة من أهم أهدافي التي أردت تحقيقها، قبل نهاية 2023، وقد كان.
تلك إحدى مغامراتي، وإن كان للعمر بقية فالقادم مُبهر.