الكثير من الناس له مفاهيم مختلفة عن المحبة، ومنهم من ربط المحبة بالحب العاطفي رغم أنهما كلمتان مختلفتان في محتواهما. في اللغة اليونانية هناك على الأقل سبعة أنواع للحب وكلها تترجم "الحب".
يعاني الكثير من الأسر في زمننا هذا من الفشل الأسري، وذلك لأن زواجهم نتج عن الحب العاطفي "الرومانسي" فقط، دون أن يعلموا أي شيء عن الحب أو المحبة، ورغم أن هناك سبعة أنواع من الحب، ولكن أريد أن أوضح نوعًا واحدًا من الحب الذي تكلم عن السيد المسيح بمعانٍ، والذي هو معروف في الثقافة اليونانية قديمًا "بالأجابي أو الأغالي". ما هو الحب الاجابي؟
. الْمَحَبَّةُ "الأجابي" تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّوء وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا.
ودعنا نعرف كل كلمة في هذه الآيات الكتابية:
تتأنى: الرب متأنٍ جدًا على الإنسان. الرب يتأنى على الإنسان ليرجع عن شروره. ولكن هناك من يتسرعون في قراراتهم حتى على أقرب الناس لهم، غير متأنين على الآخر. حين الرب يتأنى علينا لم نتأنى نحن على غيرنا، وهناك من يقتل أخاه أو أباه أو أمه... الخ.
ترفق: لا بد أن نرفق على غيرنا بالرحمة والخير في زمن يعاني فيه الكثير في العالم من الكساد الاقتصادي.
لا تتفاخر ولا تنتفخ: المحبة لم تطلب بتعالٍ والتفاخر على الآخر، ولكنها تقدم التشجيع والتدعيم لكل من حولك.
لا تقبح: المحبة لا تطلب المعاملة بتقبح أو استهجان أو تجعلنا نشعر بأننا لا شيء.
لا تطلب ما لنفسها: المحبة غير أنانية، ولم تنحصر على نفسه بل تعطي بتدفق للآخر. لا تفكر في نفسها دائمًا بل تفكر في العطاء دائمًا.
لا تظن السوء لم تطلب المحبة أن تكون ساذجًا بل كما تقول الحكمة لا تنظر للنقطة السوداء في الصفحة البيضاء، لا تتسرع في الحكم على الآخر بأن تظن السوء، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.
لا تحتد: المحبة وغير nervous ولا سريعة النرفزة.
وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ: هي طويلة البال.
وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ: المحبة تسعى أن تصدق الإيجابيات جدًا، فقال أحد الحكماء: لا تصدق السلبيات التي تسمعها، وإن رأيتها صدق فقط نصفها.
وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ: المحبة ترجو كل ما هو للخير لمن حولها
وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ: المحبة تجعلك صبورًا على من حولك لئلا تجرحهم بكلامك وظنونك التي تكاد أن تكون خاطئة.
اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا: وحتى إن فشلت أنت في نفسك، يوجد من يحبك ويدعمك لتستعيد نجاحك.
في زمن ندرت فيه المحبة وأصبح البعض يسعون للقوة والجبروت والافتراء، اسعَ لتكون مختلفًا في محبتك فهذه هي القوة الحقيقة التي تنبع من قلب صادق ورحيم.