مقتل صحفي روسي في كييف يُثير غضب موسكو.. وأمريكا في ورطة دولية
صراع لن ينتهي وحرب اتهامات تسبق العاصفة دائمًا بين الدولتين الأكثر صدامًا في الآونة الأخيرة، فإحداهما ترى الأخرى مجرمة حرب، بينما ترى الثانية الأولى مصدر الإزعاج وتوتر الأحداث في كل دول المنطقة، إنهما روسيا وأمريكا، الدولتين الأكثر إزعاجًا حد التهديد بحرب نووية محتملة.
اشتد الصراع بين أمريكا وروسيا، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث اعتبرت أمريكا تلك الحرب مسألة شخصية تولتها وتبنت دعم كييف ضد موسكو، حتى أنها فرضت عقوبات على روسيا، حتى تحولت الحرب لصراع غير مباشر بين الكتلتين العظمتين، وتحولت اتهامات موسكو لواشنطن بدلًا من كييف.
مقتل صحفي روسي
كان آخر تلك الاتهامات، التي جاءت على خلفية مقتل صحفي روسي في أوكرانيا بقنابل عنقودية، ما دفع موسكو لإلقاء اللوم على واشنطن بالوقوف وراء مقتل الصحفيين والمدنين الروس المسؤولين عن تغطية الأحداث في أوكرانيا، عبر دعم كييف بالأسلحة والقنابل العنقودية.
ومن جانبها، قالت الدفاع الروسية، اليوم السبت، إنه "نتيجة لضربة بالذخائر العنقودية ضد مجموعة من المراسلين، أصيب أربعة صحفيين بدرجات متفاوتة".
وأشارت الدفاع الروسية، إلى أنه "خلال إجلاء الصحفيين إلى مؤسسات طبية ميدانية تابعة لوزارة الدفاع توفي مراسل صحفي، وتلقى الصحفيون المصابون الرعاية الطبية".
وبحسب الدفاع الروسية: "حالة صحة الصحفيين المصابين ما بين المتوسطة، والمستقرة، لا تهديدات على حياتهم، ويتم توفير جميع الرعاية الطبية اللازمة.
أمريكا المتهم الرئيسي
بدورها، أعلنت السفارة الروسية لدى واشنطن، أن أمريكا هي المسؤولة عن هجوم القوات المسلحة الأوكرانية على الصحفيين الروس بذخائر عنقودية، ما أسفر عن مقتل الصحفي في وكالة "سبوتنيك"، روستيسلاف جورافليوف.
وجاء في بيان السفارة: "أكد المسؤولون الأمريكيون للمجتمع الدولي أن الأوكرانيين سيستخدمون هذه الوسائل" بشكل انتقائي ومسؤول.
وتابع البيان: "عدم مصداقية تلك الكلمات واضحة للجميع. إذ يؤكد استخدام الأسلحة العنقودية من قبل نظام كييف ضد السكان المدنيين أن واشنطن تفقد السيطرة على دُماها".
وأضاف البيان: "القوات المسلحة الأوكرانية في حالة يأس شديدة بسبب الوضع الصعب في الجبهة لدرجة أنها تذهب إلى أكثر الأعمال وحشية".
وتابع البيان: "أمريكا تضمر نيتها إطالة الصراع وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين".
هجوم مُدبر
فيما ادعت الخارجية الروسية، أن الهجوم لم يتم بالصدفة، لافتة إلى أنه مُدبر ويهدف إلى التخلص من الصحفيين اللذين عملوا على رصد استخدام كييف للذخائر العنقودية المحرمة دوليًا.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم السبت: "كل شيء يشير إلى أن الهجوم على المجموعة الصحفية لم يتم بالصدفة. كان المراسلون يجمعون مواد لتقرير عن قصف مناطق في مقاطعة زابوروجيه من قبل مسلحي نظام كييف بالذخائر العنقودية المحظورة في العديد من دول العالم".
وأضافت: "واشنطن ومعها لندن وباريس، يزودون نظام زيلينسكي بصواريخ بعيدة المدى، إنهم يعبرون شفهيًا فقط عن قلقهم بشأن سلامة الصحفيين، لكنهم في الواقع هم رعاة الإرهابيين".
وكتبت زاخاروفا على "تليجرام"، أن "نظام كييف يواصل ممارسة الإرهاب الجنائي، فكالعادة الهياكل الدولية ذات الصلة، ستغلق عيناها أمام الجريمة البشعة، وتجعلها في الواقع متواطئة في الفوضى الإرهابية في كييف".
ووفقاً لها، ستتم معاقبة جميع المشاركين في جريمة قتل الصحفي الروسي جورافليوف. و"أولئك الذين قدموا الذخائر العنقودية إلى كييف سيتقاسمون أيضًا المسؤولية الكاملة".
أمريكا تتحمل المسؤولية كاملة
فيما صرّح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بأن أمريكا تتحمل مسؤولية مقتل مراسل وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، روستيسلاف جورافليف، وأنها (أمريكا) تخطت جميع الحدود الأخلاقية.
وكتب بوليانسكي على صفحته الرسمية عبر "تويتر": "الذخائر العنقودية التي قدمتها أمريكا (لكييف) تقتل الصحفيين في أوكرانيا. أتساءل ما هو الرأي العام الأمريكي حيال أن بلادهم تتجاوز كل الخطوط الحمراء الأخلاقية في محاولة غير مجدية لإنقاذ نظام كييف المنهار والفاسد".
وأضاف: "يبدو أن المؤسسة الأمريكية لا يمكنها إلا إلقاء محاضرات على الآخرين".
عمل غير إنساني
صرح نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، قسطنطين كوساتشيف، أن استخدام الذخائر العنقودية غير إنساني، والمسؤولية عن مقتل الصحفيين أثناء قصف هذه القذائف لا تقع على أوكرانيا فقط، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة.
وكتب عبر قناته بالـ"تليجرام": "استخدام الذخائر العنقودية غير إنساني ويجب استبعاده من ممارسة الحرب".
وأضاف: "تبين أن جميع تأكيدات الأمريكيين والأوكرانيين بعدم وجود خطط لاستخدام هذه الأسلحة ضد غير المقاتلين هي أكاذيب محضة. وتقع المسؤولية عن هذه الجريمة بشكل متساوٍ على عاتق أوكرانيا والولايات المتحدة".
أمريكا تعترف بتسليم الذخائر العنقوية لكييف
وفي وقت سابق، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، في بيان، الموافقة على تسليم نظام كييف ذخائر عنقودية، رغم إدراك خطرها على المدنيين.
وأعلن البنتاغون بالتزامن مع ذلك، عن "حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي تضمنت ذخائر عنقودية لقذائف المدفعية، و32 عربة قتال مشاة من طراز "برادلي"، ونفس العدد من ناقلات الجنود المدرعة "سترايكر"، وبلغت قيمة الحزمة الجديدة 800 مليون دولار".