الخميس 12 سبتمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

هو أحد الملوك الذين حكموا بابل، ويسمى أيضًا بختنصر ملك الأرض الرابع، وأقوى ملوك بلاد ما بين النهرين.

جعل من بابل أقوى إمبراطورية في الأرض، وبنى فيها الجنان المعلقة، والمعبد العظيم، وبوابة عشتار، وخاض عدة حروب طاحنة ضد الآشوريين والمصريين القدماء، وهو المتكبر الذي دك حصون القدس مرتين، وسبى أهلها، وهذه قصة الملك الرابع من ملوك الأرض.

الملك نبوخذ نصر 

نبوخذ نصر، أو بختنصر، أو بخترشاه، هو أحد ملوك كلدان الذين حكموا بابل ولد قبل الميلاد بـ634 عاما،  وهو أكبر أبناء "نبوبولاسر "، ويعتبر أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل، وبلاد ما بين النهرين.

أطلق عليه الفرس اسم بختنصر، ومعناه سعيد الحظ، أما اسم نبوخذ نصر فمعناه حامي الحدود.

 وهو الملك الوحيد الذي استطاع إسقاط عاصمة الإمبراطورية الآشورية العظيمة، وهو من هزم جيش المصريين والآشورين معًا، في معركة كركميش، عام 605 قبل الميلاد.

عبقرية الملك نبوخذ نصر

يعتبر من أقوى قادة التاريخ، حيث كان يستخدم عبقريته وذكاءه، للاستفادة من الشعوب التي كان يحتلها، فقد كان يستنفد معظم الإمكانيات البشرية للشعوب إلى حد التحكم في حياتهم، فلم تكن شهرته نابعة من قوته العسكرية فقط، بل كانت له عدة أعمال عمرانية، من أهمها وأغربها حدائق بابل المعلقة، وهي من عجائب الدنيا السبع القديمة.

يقول هيردوت إن الحدائق المعلقة قام بدعمها بالمياه عبر أنابيب تمكن من رفع المياه للأعلى، وذلك يكشف أن البابليون القدامى كانوا على علم بنظرية أرشميدس.
كما أنه دعم بابل بسورين أحدهما داخلي ،والأخر خارجي، وكان عرضهما كبيرا جدا، وكانت هي المدينة الوحيدة التي تمشي فيه العربات، كما بنى للمدينة 8 بوابات أكبرها بوابة عشتار، حيث أصبحت بابل في زمنه أجمل مدن العالم القديم، ونالت شهرة كبيرة بين الأمم في ذلك الوقت.

حروب نبوخذ نصر

لكن سنوات السلام لم تستمر طويلًا، وبعد هزيمة الأشوريين تحالفوا مع الفراعنة، وعندما علم الملك بذلك تحرك بجيشه، والتقت الجيوش على نهر الفرات، وحقق فيها نصرًا كبيرًا وشاملًا، وسرعان ما وقعت فلسطين والشام في قبضته.

وسيطر التجار البابليون على جميع التجارة التي كانت تعبر غرب آسيا، وذلك من الخليج العربي للبحر الأبيض المتوسط، وبعد هزيمة الجيش المصري لم يقبل الفراعنة كعادتهم، فهم لا يحبون الهزيمه أبدا.

تحرك جيش كبير من الأراضي المصرية، واستطاع هزيمة جيش بابل عام 600 قبل الميلاد، وأدت تلك الهزيمة لسقوط فلسطين من الحكم البابلي، وقضى بعدها نبوخذ نصر عامين متتالين، وهو يعيد بناء جيشه، ويعوض خسائره من العربات الحربية لينهض من جديد بجيش جرار،
وجه حملته الأولى باتجاه القبائل العربية في الأردن، من أجل التحضير للحملة الكبرى على فلسطين.

واستطاع دخول القدس عام 579 ق.م، وأرسل ملكيها إلى بابل أسيرا، ثم توجه لإخماد الثورات في سوريا، ليعود لبابل ليدافع عنها ضد العلمنين وهم طائفة من جيوش فارس.

وأحبط ثورة قام بها في بابل بعض قادة الجيش ضده عام 594ق.م ، ليعود ويكمل حروب في فلسطين، حيث هاجم القدس مرة أخرى،  وحاصرها 13 عاما وأنهى الحصار لها عام 578ق.م، ثم نهب المدينة، ودك سوريا، ودمر هيكل سليمان عليه السلام، وسبا شعبها وعرف ذلك العام بالسبي البابلي. 

موت نبوخذ نصر 

سقطت القدس في يده، وجاء في كتب التاريخ أن ذلك كان عذابًا شديدًا من الله سلطه على بني إسرائيل بسبب ظلمهم، وطغيانهم، وبعد تلك الانتصارات نشر نفوذه على ممالك العالم، وازدادت قوته وعظم جيشه، وأصبحت بابل في عهده أقوى إمبراطوريات العالم دون منازع. 

أصابه التكبر، وجنون العظمة وتذكر المصادر التاريخية أن نوبة من الجنون أصابته ودامت 7 سنوات، أدت لموته في بابل، وهي في أوج عظمتها، وذلك قبل الميلاد بـ562 عام، وخلفه ابنه أميل مردوخ.
ولكن عظمته وشهرته لم تأت من كونه محاربًا كبيرًا، أو قائدا عسكريا، لكن بسبب منجزاته المدنية والفكرية، فقد حول خلال سنوات حكمه الـ43 بابل إلى أعظم مدينة عرفها العالم القديم.

تم نسخ الرابط