صحيفة إسرائيلية: إغراق أنفاق حماس قد يضر بالمياه العذبة في غزة لأجيال
دعا خبراء البيئة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية إلى تقييم الآثار البيئية طويلة المدى في قطاع غزة بعناية للخطط المعلنة لإغراق شبكة الأنفاق الهائلة بمياه البحر لطرد حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين أمريكيين، يوم الاثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام الشهر الماضي بنصب خمس مضخات مياه كبيرة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، وهي قادرة على غمر الأنفاق خلال أسابيع عن طريق ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة فيها.
كما أوضحت الصحيفة أنه في الظروف العادية، تسقط الأمطار على الأرض وتنتشر إلى مناطق التخزين الجوفية، أو طبقات المياه الجوفية، ويتم ضخ هذه المياه الجوفية إلى الآبار لتوفير مياه الشرب.
وجاء في التقرير، إنه يعيش في غزة أكثر من مليوني شخص، وهي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.
كما أوضحت أن مصدر المياه العذبة الوحيد في الجيب يأتي من طبقة مياه جوفية ضحلة موازية لساحل البحر الأبيض المتوسط.
انخفاض مستوى المياه الجوفية
كما أفادت بأنه قد تم ضخ مياه البحر بشكل مفرط وانخفضت مستويات المياه الجوفية إلى حد كبير، مما أدى إلى دخول مياه البحر إلى طبقة المياه الجوفية واختلطت مع القليل من المياه العذبة المتبقية.
كما أوضحت أنه قد تدهورت نوعية المياه في طبقة المياه الجوفية بشكل أكبر بسبب مياه الصرف الصحي والجريان السطحي للمواد الكيميائية الزراعية، لدرجة أن 97 بالمائة من المياه العذبة في غزة لم تعد تلبي معايير جودة المياه التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وحتى قبل الحرب، كان معظم سكان غزة يعتمدون على صهاريج المياه الخاصة وعلى إنتاج محطات تحلية المياه الصغيرة للحصول على مياه الشرب.
فتح خطوط المياه المغلقة تحت الضغط الأمريكي
في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، قامت إسرائيل بإغلاق ثلاثة خطوط أنابيب تنقل مياه الشرب إلى القطاع.
وتحت ضغط أمريكي، أعادت إسرائيل فتح اثنتين منها، وخلال فترة التوقف الأخيرة للقتال لإطلاق سراح الرهائن، سمحت بدخول المزيد من الوقود اللازم لضخ المياه من الحدود بين إسرائيل وغزة إلى القطاع.
ومع ذلك، لا يزال سكان غزة يعانون من نقص شديد في المياه النظيفة.
وقال البروفيسور (إيمير) إيلون أدار، من معهد زوكربيرج لأبحاث المياه في جامعة بن غوريون، إن المزيد من الأضرار البيئية المحتملة لطبقة المياه الجوفية في غزة عن طريق إغراق الأنفاق ستعتمد على كمية المياه وكثافة المياه في جنوب الأراضي المحتلة.
وشدد على أنه ليس خبيرا في هذه القضية ولم يشارك في خطط وزارة الدفاع المعلنة، وقال إن ضخ كمية صغيرة نسبيا من مياه البحر يؤثر على المنطقة الواقعة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط ونقطة اختلاط مياه البحر والمياه العذبة، كما سيكون لها عواقب ضئيلة.
وتقع هذه النقطة الأخيرة على بعد عشرات إلى عدة مئات من الأمتار من شاطئ غزة.
إسرائيل لن تتأثر
وتابع البروفيسور (إيمير) أن إسرائيل لن تشعر بالتأثير، لأن مياه طبقة المياه الجوفية الساحلية تتدفق من إسرائيل إلى غزة.
وقال خبير مياه آخر، طلب عدم ذكر اسمه، إن الأنفاق المنحوتة من الرمال المسامية ستحتاج إلى غمرها بالمياه عدة مرات.
وأضاف أن بعضها تم بناؤه لجلب جنود من حركة المقاومة إلى إسرائيل، وإذا دخلت مياه البحر إلى هذه الأجزاء، فإنها قد تؤدي إلى ملوحة الآبار الإسرائيلية القريبة من حدود غزة.
اختبار تدمير الأنفاق
وقالت البروفيسور هداس ماماني، التي ترأس برنامج الهندسة البيئية في جامعة تل أبيب، إنه يجب أخذ التأثيرات البيئية لجميع خيارات تدمير الأنفاق بعين الاعتبار، واختبار آثارها على الهواء والماء والتربة والهيدرولوجيا والبيئة مقدما.
وأضافت أن تفجير الأسلحة في الأنفاق يمكن أن تكون له عواقب بيئية أيضا، إذا تسربت مواد سامة خطيرة ومعادن ثقيلة إلى المياه الجوفية.