تعجبت جدا من بعض التصريحات من مسئولين في قناة الزمالك تعليقا علي تعاقد الأهلي مع امام عاشور، حين وصفوها بأنها ضربة قلم ويجب أن يرد الزمالك القلم بعشرة ويتعاقدوا مع نجم كبير من الأهلي!!
متي تحول موسم انتقالات اللاعبين الي صفعات وضربات، من سمح لهذه المصطلحات أن تظهر علي ساحة ممتلئة أصلا بالأجواء الغير صحية لممارسة الرياضة بشكل سليم، مثل هؤلاء أخرجوا الرياضة وكرة القدم عن مفهومها التنافسي الصحيح، فلم يتعاقد الأهلي مع امام عاشور وهو لاعب أصلا في الزمالك، بل تم التعاقد معه قادما من نادي ميتلاند الدانماركي، ثم لماذا أصلا يعتبر انتقال لاعب من الزمالك للأهلي أو العكس ضربة قلم.
قل عليها صفقة قوية مع لاعب شاب مميز ينتظره مستقبل كبير، لكن المصطلحات الرنانة ما هي الا أداة للاستهلاك، واللعب علي وتر مشاعر الجماهير المتعلقة بلاعب معين، ما يجب علي أي مسؤول أن يعلق فشله في الاحتفاظ بلاعبيه أنه خباثة وكراهية من جانب ادارة نادي أخر نجحت في التعاقد مع هذا اللاعب، ثم أن هذه المصطلحات لا نسمعها الا في الدوري المصري فقط للأسف الشديد.
تعددت الديربيات في أوروبا بمصطلحات قوية مثل ديربي الغضب وديربي الحرب وديربي الدم أيضا، لكنها مجرد مصطلحات تدخل في اطارها الصحيح علي المستوي الكروي، مجرد مباريات تنتهي أحداثها فقط في التسعين دقيقة ثم يعود كل شيء الي وضعه الطبيعي، اما في مصر نصف مباراة الأهلي والزمالك بلقاء القمة، ثم لا نجد قمة في أي شيء لا في أداء ولا أخلاق ولا رقي في التعامل من البعض.
وبالعودة الي الصفقات نجد أن أطراف هذه الديربيات في أوروبا تشارك في موسم الإنتقالات بينها وبين بعضها بمنتهي الإحترافية وبالطرق القانونية السليمة دون تصريحات واهية، ودون أحقاد، مجرد سوق عرض وطلب، فنجد في ايطاليا لاعبين ينتقلوا بين ثلاثي القمة يوفي وانتر وميلان بدون أي غضاضة.
كذلك في انجلترا تتم صفقات انتقالات اللاعبين بين الأندية بصورة طبيعية بين قطبي مدينة مانشستر، أو بين ثنائي مدينة ليفربول الريدز وايفرتون، وحتي بين الأطراف المتنافسة في العاصمة لندن سواء توتنهام أو ارسنال أو ويست هام أو غيرها من الأندية، حتي بين طرفي كلاسيكو الكوكب في اسبانيا الريال والبارسا لا توجد أزمة في تفاوض بين نادي وأخر علي ضم لاعب أو مدرب طالما كانت الأمور في إطارها الشرعي والصحيح علي المستويين المادي والقانوني.
أرجوكم كفاية صفقات ضرب القلم، الصفعات ليست في الصفقات، الصفعات هي ما نتلقاه نحن يوميا من تراجع في مستوي وأداء كافة أطراف المنظومة، علي الجميع التدخل لإنقاذ مجتمعنا الرياضي من هذه المصطلحات التي من شأنها زيادة التعصب، وعدم تحقيق أي أهداف مستقبلية.