الإثنين 16 سبتمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

العودة إلى القلم يشبه عودة الروح إلى الحب المشتهى.

نخون الكتابة بالهجر ونجدد الإخلاص لها بالعودة.
ربما تعترينا فترة نبتعد فيها عن الكتابة، كما يخاصم الابن غير البار أمه، وفي رحلة التمرد لنفيها بعيدا دون عودة، نظرا لإحباطات جمة، تفرضها مقاييس الواقع تحدث اهتزازات نفسية، ترفض الاستمرار في حالة النكران لها.

 وسرعان تهاجمنا لحظة استدعاء تتجدد معها رياح الحنين إلى ذاتنا الحقيقية، التي دخلت متاهة الفوضى، وهي تهرول وراء أماكن وأشخاص لا تشبهنا ولن تشبهنا يوما.

 هنا تصبح الكتابة مركب نجاة للتشبث بالقيم والمثل العليا التي توارت واندثرت، مع تقلبات الزمن، لتتجلي لحظات الحضور للانغماس والعودة من جديد إلى الكتابة في محاولة للاحتماء بخصوصيتك، وسط كل تلك البشاعة، فرغم رحلة الابتعاد التي طال أمدها، تجد فجأة مسام روحك تفتش عن الحقيقة الغائبة، والتي لا تريد أن تواجه ذاتك بها خوفا من الوقوع في منطقة جلد الذات للوم نفسك على الهجران المتعمد لما تحب، الكتابة هي الروح الغائبة التي لا تحيا ولا تصبح سعيدا إلا بالعودة لها.

لايعرف الكثيرون أن التوقف عن الكتابة تشبة لحظات الاحتضار لمريض يموت إكلينيكيا دون خلاص، القلم هو الخلاص الذي ينقي روحك المريضة المشتاقة للتعبير عن آلام الذات، فمن يهبه الله الكتابة فقد وهبه طبيبا نفسيا، يسمعه ليل نهار، دون ملل أو ضيق أو نزق.

الكتابة تصالحنا على ذاتنا الضائعة، وأخطائنا الماضية، وعثراتنا التي لم تنته يوما، الكتابة هي دموع الفرح التي تشفي بها أوجاعك، وتلملم بها كل شيء تركته يوما مبعثرا على طرقات الخيبات، الكتابة هي روح الله، ومن روح الله خلقنا ونموت.

تم نسخ الرابط