هجمات الدعم السريع تصل منطقة ود مدني الملاذ الآمن للنازحين في السودان
اضطر آلاف السودانيين النازحين إلى الفرار مع وصول القتال إلى واحدة من أكبر مدن السودان، ود مدني.
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع السودانية، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن قوات الدعم السريع سيطرت على ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة السودانية.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مقاتلين يقودون سياراتهم في شوارع المدينة وهم يغنون احتفالا.
بداية الحرب
واندلع القتال لأول مرة في السودان في 15 أبريل الماضي، في ذروة أسابيع من التوترات المرتبطة بالانتقال المخطط له إلى الحكم المدني.
ويخوض الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والفريق محمد حمدان دقلو رئيس قوات الدعم السريع، الحليفين السابقين اللذين شاركا في تنظيم انقلاب عسكري في عام 2021، صراعا شرسا على السلطة.
ويأتي تقدم قوات الدعم السريع في ود مدني بعد أيام من القتال العنيف، بما في ذلك الغارات الجوية وإطلاق النار، بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، كما أعلنت القوات المسلحة، الثلاثاء، انسحاب جنودها من مواقعهم في المدينة.
إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول
وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ وفرضت حظر التجول بمدينة ود مدني اعتبارا من 15 ديسمبر الجاري وحتى إشعار آخر.
ومع احتدام القتال، اضطر الآلاف إلى الفرار من المدينة التي كانت تعتبر واحة وملاذا آمنا في وسط السودان، حيث تستضيف آلاف الأشخاص، بما في ذلك الآلاف من العاصمة السودانية الخرطوم، الذين نزحوا في وقت سابق بسبب الحرب.
وقالت أمنية الجنيد لشبكة ABC News عبر الهاتف: "أنا من سكان الخرطوم، واضطررنا إلى الفرار في أبريل إلى ود مدني. والآن اضطررت إلى الفرار من ود مدني مرة أخرى إلى قرية مجاورة."
وأضافت أمنية الجنيد: "أصدقائي مشتتون، وبعضهم لا أستطيع الوصول إليهم، وليس لدي أي فكرة عما حدث لهم إذا كانوا بخير، أو إذا كانوا على قيد الحياة أم لا."
مركز المساعدات الإنسانية
وإلى جانب كونها منطقة آمنة لآلاف المدنيين النازحين، كانت ود مدني مركزا مهما للمساعدات الإنسانية، مما أثار مخاوف من تعرض العمليات الإنسانية للخطر.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس إن منظمة الصحة العالمية قلقة للغاية إزاء الوضع الذي يتكشف، معلنا تعليق مركز عمليات المنظمة مؤقتا.
وقال تيدروس غيبريسوس: "إننا نشهد واحدة من أكبر عمليات النزوح في العالم، النظام الصحي على حافة الانهيار، في حين أن الاحتياجات تتزايد بشكل حاد."
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان أرسلته إلى ABC News، إن المستشفيات تستقبل الجرحى منذ يوم الجمعة: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن تأثير العنف المكثف على الأشخاص الذين يعيشون هنا، فضلا عن خطر النزوح المتكرر لهؤلاء الذين فروا بالفعل من مناطق أخرى."
وبعد نحو 8 أشهر من القتال، قتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
ونزح ما لا يقل عن 6.7 مليون شخص داخل حدود السودان وخارجها منذ اندلاع القتال في 15 أبريل.
ووفقا لمنسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من نصف عام قد أدخلت السودان في واحدة من أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث.