تشهد أعياد الميلاد هذا العام في
فلسطين، كآبة وقتلا للفرحة، من هؤلاء الذين خانوا المسيح، وعمقوا آلامه، هو وأمه القديسة البتول السيدة مريم.
فأبناء المسيح يقتلون على يد يهوذا، ذلك الذي سلم المسيح لاعدائه، يمزقون من جديد، والشجرة التي هزتها مريم لتأكل منها الرطب، وهي في المخاض، حولها أبناء يهوذا إلى لهيب، وحرب مسعور.
أجراس العيد التي ينتظرها مسيحيو فلسطين، حولها اليهود لأشلاء وقذائف تسقط على رؤوس الفلسطينيين، في ليلة الميلاد ببيت لحم مهد المسيح.
أبواب بيت لحم موصدة من قبل عصابات الهاجانا، التي تحكم الأرض المباركة، والإنجيل المقدس مزقته طائرات الصهاينة.
الكنيسة المعمدانية، في غزة أصبحت أثرا بعد عين، وعاد المشهد الدامي من جديد من المسيح لإبنائه.
عمد بعض لصوص المعبد على الخشبة من جديد، ليصلبوا عليها كل تعاليم المسيح.
في ليلة الميلاد الدامية يحمل أبناء المسيح تاج الشوك، رافضين ذل الاحتلال، وتكاتفوا مع إخوانهم من تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم، رافضين ذل الاحتلال، ورفعوا شعار المقاومة حياة ، والانتقام لكل مظلوم، ورفضا لكل ظلم وعدوان، فكانوا بحق أبناء تعاليم السماء.
مقاومون أبقوا للميلاد مجده ورجاءه، عبر الانتقام ممن غدر به، وجعلوا ليالي ذلك العدو الهمجي سوداء كالحة، فبعد أن كان يكابر، بدا يعترف بأنه سقط في مستنقع.
وبات نتنياهو، البولندي الأمريكي الحائر المحير، يعيش صراعا وجوديا، ويجهد للبقاء بسفك المزيد من الدماء الذكية.
دماء الهلال تعانق دماء الصليب على الأرض المباركة، في عيد الميلاد ذلك الحزين.
وإن باتت التضحيات غالية، ولكنها ليست أغلى من الأرض المباركة، وستقرع أجراس الكنائس من جديد مع النصر الفلسطيني القادم لا محالة.