«أكلها ملوش مثيل».. ثريا جمال مصرية بطابع كوري
أكلها ملوش مثيل.. ووصفاتها يتابعها الكثير، وجدت شغفها في الطهي وإعداد أنواع مختلفة من أكلات الشعوب الأخرى، وعلى رأسها المأكولات الصينية التي تعتمد بالأساس على اللحوم النيئة، لتصبح أشهر فتاة تعد الطعام الكوري في القاهرة.
ثريا جمال فتاة في الـ29 من عمرها، خريجة تجارة جامعة القاهرة، وجدت ذاتها في مجال الطعام خاصة المؤكلات الكورية، وفي حديثها لموقع “بالمصرى”، روت بدايتها مع حبها للثقافة الكورية والطعام الكوري ورغبتها في تعلم الوصفات الخاصة بهم.
وقالت ثريا خلال حديثها، أنها بدأت حينما كانت في الصف الأول الثانوي، حيث كانت تشارك والديها دائما إعداد الطعام، ونظرا لقربها من أبيها منذ صغرها، فقد كانت تميل لمساعدته في صنع أطباق مختلفة، الأمر الذي ساعدها على تطوير موهبتها في الطبخ حتى أصبحت تجيد القيام بالأمر بمفردها
بداية صنع الأكلات الكورية
بدأت “ثريا”، بإعداد الأكلات والوصفات الكورية وهي في مرحلة الصف الثالث الثانوي، ويرجع تميزها في تحضير الأكلات؛ بسبب حبها للكوريين واليابانيين، وقربها منهم أثناء إقامتها بدولة الإمارات، حيث اتجهت لمشاهدة العديد من مقاطع الفيديو الخاصة بتعليم الأكلات الكورية، حتى تمكن من التعلم بشكل أسهل وأسرع.
وعندما عادت ثريا لمصر، وجدتت قناة «كوريا تي في» على التلفاز، وبدأت بسماع بعض الأغاني الخاصة بهم، ثم اتجهت للمسلسلات ومتابعتها بشكل مستمر، حتى أصبحت شغوفة بالثقافة الكورية بشكل عام، ولاحظت حبهم لبعض الأكلات مثل "الرامين"، ومن هنا بدأت في محاولات إعداد الطعام الكوري، ومع البحث وجدت أن هناك أطعمة سهلة الإعداد يمكنها البدء في تنفيذها أولا.
الأطعمة الكورية
في بداية الأمر قدم لها والدها دعما كبيرا وشجعها على الاستمرار، حيث كان يتذوق معها الأطعمة الكورية التي بدأت في إعدادها ويعطي لها رأيه، واستمر الحال كذلك لعامين بعد التخرج من الجامعة، كما كانت تقوم بتحضير “عزومات” لصديقاتها أيضا للتعرف على رأيهن، وأكدت أن أخيها الأكبر أنشأ لها حساب على موقع فيس بوك، وبدأت في إعداد وبيع الأطعمة الكورية، الأمر الذي كان يشعرها بالسعادة، وبعد فترة قامت بإدخال أصناف أخرى إلى قائمة الأطعمة الكورية، وفكرت بإنشاء قناة على التوتيوب.
محطات صعبة في حياة ثريا
هناك بعض الفترات الصعبة التي كانت تمر بها فتاة العشرين من عمرها في عام 2017، خاصة بعد تشخيص والدها بمرض السرطان، حيث توقفت عن مواصلة رحلتها في تعلم إعداد الأطعمة الكورية في تلك الفترة، وفي عام ٢٠١٨ كان والدها يرى حزنها فقدم لها اقتراحا بأن تقوم ببيع الأطعمة الكورية التي يتم إعدادها، حتى أصبحت واحدة من أفضل صناع الأكل الكوري، بل وتعليمه للعديد من الأشخاص داخل مصر وخارجها.
وبعد تميزها وشهرتها خلال الفترة الأخيرة، تواصل معها السفير’هونغ جين-ووك‘ سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، والذي يحرص على تقديم دعمه لكل محبي الثقافة الكورية في جمهورية مصر العربية، وطلب منها الحضور إلى السفارة الكورية لمقابلتها معبرا عن سعادته الشديدة بما تقوم به.
- ما هو شعورك عند مقابلتك السفير الكوري’هونغ جين-ووك' بالقاهرة؟
- استطعت مقابلة السفير من خلال السكرتيرة الخاصة به في سفارة كوريا الجنوبية بجمهورية مصر العربية، وقد تمت المقابلة في الـ٥ من مارس عام ٢٠٢٣، في سفارة كوريا الجنوبية في الدقي، وبدأت مقابلتي مع سعادة السفير من الساعة الواحدة والنصف وانتهت المقابلة في الساعة الثانية والنصف تقريبًا.
وعند ذهابي للقاء سفير كوريا، حرصت على ارتداء الزي الكوري التقليدي “هانبوك” الذي قمتُ بتصميمه من قبل، وتعتبر المرة الثانية لتصميم الزي الكوري، لذلك قررت أن ارتديه ليليق بالمناسبة خاصة أنها مقابلة مهمة جدًا، وقمتُ بإعداد أكلة كورية له وهي طبق ’الجوجولبان‘ مع صوص التغميس.
كما أظهر السفير إعجابا شديدا بعد مشاهدة أعمالي، وعلاوة على ذلك تحدث معي على البرامج التليفزيونية التي ظهرت فيها من قبل، وانبهر أكثر عندما أخبرته عن ظهوري في برنامج ’الستات مايعرفوش يكدبوا‘ على قناة ’سي بي سي‘ وأخبرني أنه ظهر هو الآخر على نفس القناة في برنامج ’معكم منى الشاذلي‘، وأنا أخبرته أنني شاهدت هذه الحلقة وكانت جميلة جدًا وكنت أشجعه في المنزل أمام شاشة التلفزيون.
كما تحدث معي عن سر حبي للأكلات الكورية، وكورسات التعليم التي أقوم بتقديمها لعدد من الأشخاص المحبين للأكل الكوري، وقدم لي هدية عبارة عن ألبوم الفرقة الكورية «بي تي إس».
إيه سر تعلق المصريين بكوريا؟
- ده بيرجع بسبب الدراما الكورية، باعتبارها تناقش الثقافة الكورية، والتي بدأت عند مشاهدة أهم وأشهر المسلسلات الكورية مسلسل أغاني الشتاء.
وأيضا من ضمن الأسباب، هو سرعة انتشار الأكلات الكورية خلال الفترات الأخيرة، عبر التيك توك واليوتيوب وأيضا مطاعم الأكل الكوري في مصر.
- إيه المشترك بين الثقافه المصرية والكورية؟
- هناك بعض الأكلات المتشابهة بين الدولتين، مثل ما يسمي بـ "البيبيمباب الكوري"، والذي يعرف بمصر باسم "الكشري المصري"
-ويوجد أطباق المخلل المصري، التي يلزم وضعها على المائدة، ونفس الشئ في كوريا، يتناولون المخلل الكوري وهو الكيمتشي الحار.
- ورق العنب المصري يشبه ما يعرف لديهم بالكيمباب الكوري، ويكون الفرق بينهما بأن ورق العنب يتم لفه، ويطهى على النار ثم يؤكل، أما الكيمباب يضع في داخله الأرز والخضار مطبوخة بالفعل على ورقه السوشي ويتم لفه، ثم يتم تقطيعه وأكله.
إيه الصفات اللي اكتسبتيها من الشعب الكوري؟
- الاحترام و التقدير لأفراد الأسرة، خاصة كبار السن.
- احترام مائدة الطعام بشكل جيد، كما يتميزون بوضع أطباق رئيسية وجانبية على سفرة الطعام لتجمع العائلة عند تناول الطعام.
-بجانب الاجتهاد في العمل والقوانين متماثلة في بلدنا مصر.
-استفادتي إيه من زيارة كوريا؟
فكرة تعلم الأكل الكوري من شيفات كوريين الجنسية أفضل بكثير، لسهولة معرفة أوجه الاختلاف وتاريخ الأطباق العريقة، لكل منطقة طريقتها الخاصة في صنع المخلل المشهور "الكيمتشي".
تمكنت من تحضير السناكات الكورية بشكل متميز، مثل الحليب الكوري المنكهة.
اتعلمت احترام مختلف الديانات و الجنسيات بين دول العالم، وخاصة عند زيارة المعابد الكورية، ومعرفه نظام الاستقرار هناك.
- فكرتي تفتحي مطعم للاكل الكوري في مصر؟
أسعى لافتتاح مطعم كوري في مصر، يحمل الطراز الكوري، بهدف جذب كل الكوريين لزيارة مصر، وذلك بعد تجربتهم للطعام الذي قمت بإعداده في كوريا.
-هل تفضل ثريا الاستقرار في كوريا أم لا؟
أنا لست من عشاق العيشة في كوريا، ولكن أفضل الذهاب إلى هناك بهدف تعلم الخبرات الكثيرة من قبل الكوريين فقط.
وعن طموحات ثريا في العام الجديد، قالت أنها تحلم بتوسيع مشروعها الخاص حتى يصل للخارج ويكون سببا في تنشيط السياحة في مصر، وتقديم طرقا أكثر إبداعا في مختلف الأشياء التي تساعدها على السفر لكوريا مرة أخرى
اقرأ أيضا: استشاري علاقات أسرية توضح تأثيرات كثرة الانجاب على العلاقات الزوجية