كليات القمة ليست كل شيء.. رواد سطعت أسماؤهم بعيدا عن الطب والهندسة
يعد الالتحاق بكليات القمة حلما يراود أغلب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية، الذين يعتبرون التحاقهم بها هو قمة النجاح الذي يسعون إليه، وإخفاقهم في الوصول إليها كارثة كبرى تدمر جميع طموحاتهم
وعلى الرغم من أن النجاح لا يقاس واقعيا بالالتحاق بكليات القمة، مثل: الطب والهندسة والعلوم السياسية، فإننا نجد الطلاب، ومن قبلهم الآباء والأمهات، يغرسون في أبنائهم هذه الرغبة منذ الصغر.
وللتأكيد على خطأ هذا الفكر، يستعرض موقع "بالمصري"، سلسلة من أسماء الرموز المصرية، الذين تؤكد سيرتهم الذاتية أن النجاح ليس حكرا على أهل القمة في الكليات، بعد أن سطروا أسماءهم بحروف من ذهب في التاريخ الوطني.
نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 بحب الجمالية بمحافظة القاهرة ، كان محفوظ عمره 7 أعوام حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته
التحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب
حصل محفوظ علي العديد من الجوائز منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962 ، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968
، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972 ، جائزة نوبل للآداب عام 1988 ، قلادة النيل العظمى عام 1988
طه حسين
ولد طه حسين في 15 نوفمبر 1889، في قرية الكيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد ، ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد.
أدخله أبوه كتاب القرية لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى قصص عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.
درس في الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية حين افتتحت عام 1908، وحصل على الدكتوراه عام 1914 ثم اوفد إلى فرنسا ليكمل الدراسة ، وعندما عاد إلى مصر عمل أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية ، وتقلد منصب عميد كلية الآداب، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرًا للمعارف
عائشة عبد الرحمن
عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ ولدت في أوائل شهر نوفمبر عام 1913 في مدينة دمياط ،وقد تلقت تعليمها الأول في كتاب القرية فحفظت القرأن الكريم كاملا ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر ، ولكن والدها رفض ذلك فتقاليد الأسرة تأبى خروج البنات من المنزل والذهاب إلى المدرسة، لذلك تلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل.
وحصلت بنت الشاطئ على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 ، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م ، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.
أحمد زويل
ولد أحمد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وفي سن 4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث نشأ وتلقّى تعليمه الأساسي هناك.
التحق زويل بكلية العلوم جامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.
سافر إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراسته في منحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر ، ثم عمل باحثا في أكثر من جامعة هناك.
حصل زويل على جائزة نوبل سنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو، إذ اخترع ميكروسكوب يصور أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، ويعد هو رائد علم كيمياء الفيمتو، ولقب بـ«أبي كيمياء الفيمتو»، وهو أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية.
ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر غراهام بيل).
الدكتور خليل حسن خليل
ولد الدكتور خليل حسن خليل في قرية الرباعي مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، ورغم تفوقه في الشهاده الابتدائيه الا ان ظروف الحياه الصعبه اجبرته علي ترك الدراسه وحرمته من متعة التعليم .
ورغم الظروف الصعبة التي عاني منها اللي انه واصل الليل بالنهار فيما بعد ليحصل علي الثانويه بتفوق ثم يتخرج بعدها من كلية الحقوق ويتفوق علي نفسه بحصوله علي دبلومه في الاقتصاد ودبلومه في القانون ثم يرشح بعدها لبعثه لدراسة الاقتصاد السياسي بجامعة لندن ،ليعود بعدها خليل لوطنه ليعمل أستاذا جامعيًا للإقتصاد والعلوم السياسية، ويتقلد عدة مناصب هامة .
مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن محامية مصرية، كانت واحدة من أوائل المحاميات في مصر ، وكانت أيضًا أول محامية ترفع دعاوى أمام محكمة النقض في مصر، وأول امرأة تمارس مهنة المحاماة في القاهرة، وأول امرأة ترفع دعوى أمام محكمة عسكرية في مصر، وأول امرأة ترفع دعوى أمام المحاكم في جنوب مصر.
ولدت في 20 يناير 1914 بحي الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة والتحقت بمدرسة داخلية للبنات ، وعلى الرغم من أنها كانت تحلم بدراسة الطب، لكنها تزوجت وظلت في المنزل حتى أنجبت ابنها الأول ولأن زوجها كان محبًا للعلم عرض عليها العودة للدراسة واقترح دراسة الحقوق فوافقت، والتحقت عام 1935 بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) لدراسة القانون،وحصلت منها على ليسانس الحقوق في عام 1939 ، وقد تقلدت عدة مناصب هامة كما أنها أصبحت عضوا في البرلمان عن الغورية والإزبكية (أحياء القاهرة) وكانت نائبة نشطة لمدة سبعة عشر عاماً على التوالي.
ونظرا لعملها الناجح في المحاماة والبرلمان، ومع تربيتها لتسعة أبناء، فقد أطلق على مفيدة لقب «الأم العاملة المثالية» وقد احتفى بها موقع جوجل أكبر وأشهر محرِّكات البحث على الإنترنت في ينايرعام 2020، بذكرى مرور 107 عاما على ميلادها.
الجدير بالذكر أن كل ما سبق ذكره من نماذج لشخصيات مصرية رائدة، ليس سوى عدد قليل جدا من الأسماء التي سطرت بحروف من ذهب في ذاكرة التاريخ، واستطاعت إثبات أن النجاح لا يتوقف على الالتحاق بكلية بعينها، بل يرتبط بطموح وسعي الشخص نفسه.