الثلاثاء 16 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

يتميز وجهها بعفوية ندى الصباح وطيبة الزرع الأخضر، وجهه راق مع لطيف  الحضور، متجاهلا لمن يتصيدون الأخطاء، يبدو في دهشة دائما مثل الأطفال حينما يروا الدينا متحف كبير كله مرح ولعب، ولكن يكسوه الحزن عندما لا تستطيع  تغير فعل شرير من أشرار الكبار.

ملامحه متفاعلة مع محيطها، عليه مسحة من الجمال الطبيعي،  الذي يعلن عن نفسه بهدوء دون ضجيج أو صخب، جمال يتسلل إلى الآخرين يؤنسهم ولا يصدمهم عليه دهشة وترقب دائما لانتظار اللحظات السعيدة هي  الأجمل دائما لأنها اللحظات التي تسبق ميلاد الفرحة ويالها  من لحظات.

أحدق  طويلا في تلك الملامح أحسها خطوطا محفورة  في نفسي، علي وجهها سمو يرفعها يجعلها دائما في تسامح  وتقبل الناس والحياة كما هي عليه.

ترى في عينيها الطبيتين الصادقتين آثار كلام تبدو واضحة في النداوة التي تمتاز  بهما كأنها بقية دمع.
كما في هذا الوجه شئ لا استطيع  تفسيره، يجعلك تستمتع بالنظر إليه والراحة على معالمه وعينها الناطقة بألف معني،  يجعلك تستمتع بالحديث معها، واكتشاف جمال آخر لديها،  جمال من نوع خاص جمال يشعرك أنك فوق عند شميم الجنان ورفيف الملائكة، جمال  يخرجك من طمي الدنيا إلى طمأنينة السماء.

ودلفت من جديد إلى غرفة الذكريات، وتقول أن أعظم اختراع هو الكاميرا  لأنها تحبس لنا الزمن وتوقفه بمشاعره وأحساسيه، وفجأة امتلأت عيناها بالدموع  وأجابت بصوتا مشجون، وهي أمام  صورة والدتها، أمي إمرأه رائعة  لم أكن قريبة منها ولكن كنت قربية من أبي،  كنت اخشاها وكانت شخصيتها  تلك  وضعت  بيني وبينها مسافات إلى أن كبرت، وصلت إلى مرحلة الشباب، وبدأ الصدام بيني وبينها.

هي تريد أن تعيش حياتي بالإنابة  عني، نعم كانت تخاف علي خصوصا أنها ترملت صغيرة وعاشت دور الأب والأم معا وحدها، ثم ترفع وجهها إلي فوق أمي مملوءة بالحب  متدفقة بالحنان ولكن لا تعرف كيف تنفق كل تلك المشاعر ، وهي تحكي عن  كل المشاعر والشجن وكأنها إمرأه خرجت لتوها من أسطورة إغريقية مفعمة بالحب والإثارة  إلا أن لحظة سكينة  رائعة.

حينما تشابكت روحها مع روح والدها التي تنفذ من الصورة تدرك في ذلك بأن الروح إذا التقت  معنى أو مجازا  بمن يشبهها ترممت وتعافت واكتملت.

تحدث صورته  التي تهرع إليها حينما يداهمها  عصرا هي ليست منه إلا بالقياس الزمني، هذا العصر الذي ترفض فيه أنانيته  وصراعاته  التي تفتقد  إلى النخوة والشجاعة والفروسية.

عصرها الذي تحيي فيه بالوجدان  هو عصر النبلاء الذين كانوا يحملون للإنسانية وبالإنسان ، تحدث عين أبيها، وتقول له أهرب في عينك الحانيتين من غبار الدنيا، وادران الصراعات  فتحيل الأخطار أمطارا، والأشواك  إلى أشواق.

تم نسخ الرابط