في مايو من عام ١٩٨٣، وبعد عام من اندلاع الحرب في جنوب لبنان، ومقتل أكثر من ٥٠٠ جندي إسرائيلي، قررت مجموعة من المواطنين تأسيس حركة "أبناء ضد الصمت"، التقي ممثلوها وزير الدفاع في ذلك الحين موشيه أرنتس، الذي أوضح لهم أنه يعارض الانسحاب من جنوب لبنان.
ولكن بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم أنحاء لبنان، اعتقدوا واهمين أنهم حققوا أهداف الحرب، ولكن في فبراير ١٩٩٧ حدثت كارثة المروحية، والتي قتل فيها ٧٣ جنديا، وبعدها بثلاثة أشهر تقريبا تأسست حركة الأمهات الأربع، وكان الغرض منها مطالبة الجيش الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من لبنان، وكانت المعارضة شديدة من قبل القائمين على القيادة في ذلك الحين، متحدثا العقيد شموئيل زكاي للجنود: "اتركوا كل الأوغاد الذين يتحدثون ضد البقاء في لبنان، اتركوا الحرق الأربع ـ كناية عن الأمهات الأربع ـ نحن جنود جولاني"، وقتل بعد عامين بعبوة ناسفة، حيث ادعى أن الحركات التي تؤيد الانسحاب أحادي الجانب تعرض الجنود للخطر، لأنها تشجع السكان المحليين، وحزب الله على حد سواء، على العمل ضد الجيش الإسرائيلي.
خطاب متكرر ضد اتهام أهل القتلى والأسرى بانهم ضد الدولة منذ نكبة لبنان، وفي نكبتهم الجديدة العبارات واحدة متهمة بأنهم ضد المشروع الإسرائيلي، وإسرائيل تستحق التضحية، إلا أن هذا أصبح لا ينطلي على احد خارج دائرة القرار الإسرائيلي، وأنهم أصيبوا بخبية أمل جديدة، بعضهم كان حاضرا لمأساة جنود لبنان، التي عانى فيها الجيش الإسرائيلي من هزيمة منكرة.
ولم تعد هناك ثقة في القيادة، فلقد ساقت القيادة خطابا غريبا في بداية الحرب على غزة، وهي القضاء علي حماس، والأمن للمستوطنات المحيطة بها، وإطلاق سراح الأسرى، لكن بعد ١١٠ أيام لم يتحقق أي من هذه الأهداف، التي جعلت المواطن الاسرائيلي خائفا يترقب.
وعبرت الجماهير التي اقتحمت وزارة المالية، واعتبرت أمام بيت نتياهو أنها أصيبت بخيبة أمل، وأن الخطر داهم على المقاتلين والأسرى، وبعضهم قال: علمتنا حرب لبنان الثانية، أنه لا يجب علينا أن نتوقف حتى تتوقف.
جاء كل هذا بعد الحادث الأمني المشروع، الذي قتل فيه ما يزيد على ٢٣ جنديا يهوديا، وهم يعرضون أسئلة محددة، ويريدون الإجابه عنها، لكنهم لا يحصلون إلا على أكاذيب، الأمر الذي جعل البيت اليهودي في حالة تحفز مخيفة