تجديد هرم منقاورع شعل معركة من الجدل.. القصة كاملة
من غير المرجح أن تكون الخطة المثيرة للجدل لتغطية أحد أهرامات الجيزة في مصر بكسوة من الجرانيت ممكنة، نظرا للطبيعة الصخرية، وقانون الترميم الأثري الدولي، وفقا لعالم آثار بارز في أعقاب ردود الفعل الشعبية الواسعة ضد الخطة.
وأثار الإعلان عن المشروع الأسبوع الماضي انتقادات وسخرية بين الخبراء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أعرب الكثيرون عن مخاوفهم بشأن مصير إحدى عجائب العالم القديم، ورفضوا الخطة ووصفوها بأنها "تبليط الهرم".
محاولات تشكيل غلاف خارجي للهرم
وقالت وزارة الآثار المصرية إن عملية الترميم تهدف إلى إعادة تركيب مئات الكتل الجرانيتية التي كانت تستخدم لتشكيل الغلاف الخارجي لهرم منقرع، أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة الرئيسية.
كان الهيكل، الذي يبلغ عمره 4500 عام، مغطى في الأصل بـ 16 طبقة من كتل الجرانيت ولكن لم يتبق منها سوى سبعة اليوم.
ووصف مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للآثار في مصر، المشروع بأنه "مشروع القرن" عندما أعلن عن ذلك، لكن بعض علماء الآثار اعترضوا على الخطة ويقولون إنها لن تكون قابلة للتنفيذ.
وقال عالم المصريات ووزير الآثار السابق زاهي حواس، الذي يرأس لجنة تقييم مخصصة تشكلت لتقرير مصير المشروع، لشبكة ABC News: "الكتل المحيطة بالهرم كلها غير مصقولة وغير مكتملة. إن هذه الهياكل غير مناسبة على الإطلاق لإعادة بنائها على سطح الهرم."
أهمية الحفاظ على النصب التذكاري
ويقول حواس إنه حتى لو كانت الكتل مناسبة، فإنه بموجب المبادئ الدولية للترميم الأثري، يجب الحفاظ على نمط النصب التذكاري دون تغيير.
تم بناء الهرم كمقبرة ضخمة للفرعون منقرع من الأسرة الرابعة حوالي عام 2510 قبل الميلاد، بارتفاع أصلي يبلغ 65.5 مترا 215 قدما، يبلغ ارتفاعه الآن 61 مترا 200 قدما.
ويعتقد الخبراء أن الطبيعة غير المكتملة لكسوة الجرانيت تشير إلى أن الملك منقرع توفي قبل الانتهاء من البناء وأن ابنه أكمل الأعمال الحجرية.
وقال زاهي حواس إن المشروع الجديد سيقتصر على الأرجح على رسم الخرائط الطبوغرافية للهرم وتوثيق كتل الجرانيت التي تم العثور عليها في مصر، مضيفا أن المسؤولين سارعوا إلى كيفية تقديم الخطة للجمهور.
وأضاف زاهي حواس أن الحفر في الموقع سيستمر بهدف اكتشاف المزيد من طبقات الصخر أسفل الهرم، ويأمل الفريق أن يتمكنوا من الكشف عن نتائج مهمة أخرى في هذه العملية.
كتل الجرانيت جزء من الهيكل الأصلي
واعتقد بعض النقاد خطأ أن صفوف كتل الجرانيت التي تغطي الجزء السفلي من منقرع، والتي شوهدت في مقطع فيديو حديث يظهر عمالا يحفرون حول قاعدة الهرم، قد أعيد بناؤها حديثا، ولكن علماء المصريات قالوا إنها جزء من الهيكل الأصلي وكانت موجودة هناك منذ قرون.
وقال مصطفى وزيري، من مجلس الآثار، إن المشروع، الذي تقوده بعثة أثرية مصرية يابانية، من المقرر أن يستمر لمدة ثلاث سنوات، ستستغرق دراسة الكتل المتساقطة، بما في ذلك من خلال المسح التصويري والمسح بالليزر، سنة واحدة على الأقل.
أصبح الحفاظ على التراث في مصر مصدرا للنقاش، بعد العديد من المشاريع المثيرة للجدل التي أدت إلى تدمير المناطق التاريخية، وتجديد المساجد التي يبلغ عمرها مئات السنين بشكل معيب.
اقرأ أيضا: بسبب الإضراب.. مصر للطيران تلغي رحلتيها إلى مطاري فرانكفورت وبرلين غدًا