الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

لا شك أن هناك عوامل كثيرة يتم من خلالها تحديد الحالة الصحية العامة للطفل، خاصة في السن المبكرة، وتعتبر مسألة الوزن من أهم العناصر التي ينظر إليها الطبيب عند تشخيص ما يعاني منه الطفل، وأيضا عند تحديد جرعة العلاج المناسبة له في الكثير من الحالات. 

وتعد فترة الشهور الأولى من عمر الطفل، وحتى إتمام عامه الأول، مرحلة انتقالية مهمة في حياته، لما تشهده من تغيرات في احتياجاته، وبالتالي فيما تستطيع الأم أن تقدمه له، بينما يبدأ هو في التعرف على الأكل، وهنا تبرز أهمية الانتباه جيدا للتغيرات التي تحدث في وزن الطفل، ومعرفة أسبابها وعلاجها بسرعة أيضا.

ولعل من أهم المشكلات التي تواجه الأمهات، هو انخفاض وزن الطفل، خاصة في الفترة من 5 أشهر إلى سنة، وهنا يجب أن نعرف أن وزن الطفل في هذه السن يرتبط بسلوك الأم وحالتها الصحية، فعندما تعاني الأم من الأنيميا أو الضعف العام، فإن لذلك تأثير كبير على تغذية الطفل، لذا يعد من الأخطاء الطبية الشائعة جدا، توقف الأمهات عن أخذ الفيتامينات بمجرد الولادة، في حين أنه يجب أن يستمر تناول الأمهات للفيتامينات مدة لا تقل عن 4 أشهر بعد الولادة، حتى تكون قادرة على تغذية طفلها. 

اختيارات الأم لتغذية طفلها يجب أن يكون لها هدف محدد، وهو تهيئته لمرحلة الفطام، التي يتعلم فيها بلع الأشياء شبه الصلبة، وكذلك إدخال فيتامينات جديدة إلى جسمه من مصدر غير الأم، كتغذية إضافية، ولهذا فإن عدم إطعام الطفل في هذه المرحلة للخضروات والفواكه يسهم في انخفاض وزنه.

من الأخطاء المهمة أيضا التي تؤدي إلى تراجع وزن الطفل في تلك المرحلة العمرية، هو إيقاف الرضاعة للأطفال الذين يعتمدون على اللبن الصناعي، وذلك ظنا من الأم أنه أصبح مكتفيا بالأكل الذي يتناوله، وهذا خطأ فادح لأن إيقاف اللبن الصناعي المفاجئ يؤثر على الوزن ومعدل الكالسيوم داخل جسم الطفل، واحتياجاته، ومن المهم هنا أن ننتبه إلى كارثة ترتكبها بعض الأمهات، وهي استبدال اللبن الصناعي بالبقري أو بالزبادي.

ومن بين ما يؤدي إلى انخفاض وزن الطفل، ذلك السبب الخارج عن إرادة الأم، وهو تكرار إصابة الطفل بالعدوى سواء في الجهاز الهضمي أو التنفسي، وأيضا وجود مشكلة حساسية ضد الألبان أو اللاكتوز، دون أن يتم تشخيصها، وكذلك مشكلة متلازمة سوء الامتصاص، كما أن معاناة الطفل من عدوى الديدان، أو الأنيميا الحادة، سبب مهم آخر لانخفاض وزنه.

ولا يمكن أن تكتمل الفائدة من هذا المقال دون التأكيد على حقيقة مهمة جدا جدا، وهي أنه ليس كل تراجع في وزن الطفل، يتم علاجه بالفيتامينات، وإنما يجب أولا تشخيص السبب الحقيقي وراء هذا الانخفاض لعلاجه بطريقة صحيحة، لا تؤثر على صحة الطفل في مستقبل أيامه.. وإلى اللقاء  

تم نسخ الرابط