“أوبافيون دي فلوريل”.. حكاية أقدم محل ورود في الإسكندرية
في بعض الأحيان تأسرنا الأماكن التي بها رائحة الأصالة، وهذا الشعور سيصلك مع أولى خطواتك لداخل محل “أوبافيون دي فلوريل”، أول وأقدم محل لبيع الورود في الإسكندرية بصفة خاصة وفي مصر والعالم بصفه عامة.
وبمجرد اقترابك من المحل الذي تفوح من واجهته القديمة وطرازه المعمارى الفريد رائحة التراث والأصالة وعطر الزهور، ستشعر وكأنك انتقلت لحقبة زمنية مختلفة عاشتها عروس البحر المتوسط، لذلك كان ل"بالمصري" لقاء مع محمد الشحات بائع ومنسق الزهور الذي فتح لنا صندوق حكايات المحل.
محل ورد أوبافيون دي فلوريل
ويروي محمد الشحات بائع ومنسق زهور حكاية محل ورد أوبافيون دي فلوريل لموقع بالمصري قائلا: “إن المحل مر عليه 103 عاما إذ أنشأه عبد الحميد السيد وشريكه عبده مرسي الذي يعتقد بعض الناس أنه يوناني وهو في الأصل مصري مشيرا إلى أن الأشخاص كانوا يعتقدون ذلك بسبب ملابسه واناقته التي كانت تشبه إلى حد كبير ملابس الأجانب”.
وأضاف أن المحل أنشئ في وقت لم يكن فيه المصريين يملكون محلات ورود، ولم يكونوا يقبلون على هذه المهنة وكانت محلات الورود ملكًا للأجانب فقط في تلك الحقية الزمنية.
ولفت إلى أن المحل يديره الآن "السيد" نجل عبد الحميد السيد، الذي حرص على التمسك بوديكوراته وطرازه القديم المميز ليظل المحل محتفظًا بتراثه.
وأكد محمد أن العديد من المشاهير ونجوم الزمن الجميل والساسة في عهد الملكية كانوا يترددون على المحل، ومنهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وزبيدة ثروت، ومن أهم رواده الملك فاروق إذ أرسل المحل بوكيه ورد للقصر الملكي في حفل خطبة الملك فاروق.
وأضاف أن الباشوات والسفراء والبكوات كانوا يزينون سياراتهم في المناسبات السعيدة والحزينة بورود من محل أوبافيون، الذي كان شاهدًا أيضًا على العديد من الاحتفالات التي أقيمت في استاد الإسكندرية، والتي حضرها كثير من الشخصيات المصرية والعربية والأجنبية المعروفة.
وبسؤاله عن الإقبال في الوقت الحالي قال إن أيام الزمن الجميل كان الإقبال أكثر من الوقت الحالي، لأن الناس كانت تشتري الورد في الأفراح والمناسبات السعيدة وزيارات المرضى بشكل دائم وكان كل يوم يوجد شغل والمحل كان مزدحم، مشيراً إلى أن ذلك وفقاً لما يرويه لهم الحاج السيد الذي ورث المحل عن أبيه.
اقرأ أيضا: أفضل 10 أماكن سياحية في العالم .. اكتشاف روعة الطبيعة والتراث والثقافة