الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت.. جروح لم تلتئم حتى الآن
تحيى اليوم ذكرى انفجار مرفأ بيروت، حيث يأتي اليوم 4 أغسطس الذكرى الثالثة للانفجار الذي دمر بيروت وحرق قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا. أدى الانفجار في المرفأ حيث كان يخزن 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ سنوات، إلى مقتل 220 شخصاً وجرح 6 آلاف آخرين وتشريد حوالى 300 ألف شخص.
تظاهر أهالي الضحايا
تظاهر حينها آلاف اللبنانيين ضد المسؤولين السياسيين بعدما حملوهم مسؤولية الانفجار ومانتج عنه من مأساة، وشهدت التظاهرات مواجهات عنيفة بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاطي. وبعدها أعلن عدد من الوزراء واحد تلو الأخر استقالتهم، إلى أن أعلن رئيس الحكومة حينها حسان دياب في العاشر منأغسطس استقالة حكومته.
أسباب الانفجار
خُزنت مادة نترات الأمونيوم بطريقة غير آمنة في مستودع في الميناء. ونقلت محطة أل بي سي آي ووكالة رويترز عن مصادر صرحت بأن النيران بدأت جراء أعمال لحام كانت تُجرى في عنبر رقم 12 من المستودع.
السفينة الغامضة السبب
وكانت كمية مماثلة من مادة نترات الأمونيوم وصلت على متن سفينة شحن تحمل علم مولدوفا تدعى أم في روسوس ( MV Rhosus)، وقد رست في مرفأ بيروت في عام 2013 جراء مشكلات تقنية أصابتها، وكانت في رحلة من جورجيا إلى موزمبيق. حيث تمت مصادرة شحنة السفينة ونقلها إلى مستودع في الميناء لأسباب تتعلق بالسلامة، وكان يجب أن تُعرض للبيع في مزاد أو يتم التخلص منها.
ليست المرة الأولى لمادة نترات الأمونيوم
ارتبطت مادة نترات الأمونيوم بعدد من الحوادث الصناعية المميتة؛ ففي عام 1947 انفجرت سفينة شحن تحمل 2000 طن منها في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى مقتل 581 شخصا.
جروح لم تشفى حتى الآن
قال سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، فى تغريدة له عبر حسابه على “إكس” تويتر سابقا، أن الانفجار بصمة سوداء على جبين مرحلة من تاريخ لبنان، مضيفا "جرح بيروت لن يندمل والعدالة آتية مهما طال الزمن".
وأصدر محافظ مدينة بيروت مروان عبود مذكرة لتنكيس الأعلام فى الساحات العامة وفى مدينة بيروت عامة، وطلب من المواطنين الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا انفجار المرفأ.
مجموعة الدعم الدولية
أعربت مجموعة الدعم الدولية في بيان صادرأمس الخميس، من أجل لبنان عن أسفها لعدم إحراز تقدم في المسار القضائي بشأن هذه القضية، ودعت السلطات إلى إزالة جميع العقبات التي تحول دون تحقيق العدالة، وتسهيل استكمال تحقيق نزيه وشامل وشفاف. ووضحت المجموعة أن أهالي الضحايا والشعب اللبناني ما زالوا ينتظرون الحقيقة والعدالة والمساءلة عن الانفجار الكارثي. ودعت أعضاء المجموعة مجلس النواب اللبناني إلى الإسراع وأخذ الخطوات الجدية في سن التشريعات التي من شأنها تعزيز استقلال القضاء بما يتماشى مع المعايير الدولية.
جمود التحقيقات
وأضافت مجموعة الدعم الدولية "أن ضمان المساءلة القضائية ومكافحة الإفلات من العقاب جزء لا يتجزأ من استعادة مصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية. والجمود الذي يجوب التحقيق في انفجار المرفأ يؤكد على الحاجة الملحة لحماية استقلالية القضاء اللبناني وحياده ونزاهته.