الجمعة 05 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

ألوانٌ على خيوط .. الصبغة بين الحلال والحرام

بالمصري

هل الصبغة حرام للنساء هو موضوع  مقالنا عبر موقعكم «بالمصري»، حيث نسلط الضوء فيه على ما يدور بأذهانكم، فتابعوا باهتمام السطور القادمة  لمزيد من التفاصيل الهامة.

يُعدّ تلوين الشعر ظاهرة عالمية عابرة للثقافات والديانات، وله تاريخٌ عميقٌ يمتدّ لآلاف السنين، ونجدُ أنّ النساء بشكلٍ خاصّ يُولين اهتمامًا كبيرًا لصبغ شعرهنّ لأسبابٍ متنوعة، منها تغطية الشيب أو تغيير المظهر أو مواكبة الموضة.

الصبغة في الإسلام:

أولاً: الأصل في الأمور الإباحة، فكلّ ما لم يُحرّم صراحةً فهو مباح.

ثانياً: وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تُشير إلى نهي النبيّ صلى الله عليه وسلم عن صبغ الشعر بالسواد، لِما قد يُسبّبه من تشبّه بالكفار أو كذبٍ على السنّ.

ثالثاً: اتّفق العلماء على تحريم صبغ الشعر بالسواد للرجال والنساء على حدٍّ سواء.

رابعاً: اختلف العلماء في حكم صبغ الشعر بألوانٍ أخرى غير السواد.

خامساً: ذهب جمهور العلماء إلى جواز صبغ الشعر بألوانٍ غير السواد،

سادساً: اشترط بعض العلماء عدم قصد التشبه بالكفار أو التبرجّ أو الإثارة عند صبغ الشعر.

أدلة تحريم صبغ الشعر بالسواد:

  • حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: "غيّروا هذا الشيب وجنّبوه السواد".
  • حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وشمٍ وصبغٍ".
  • النهي عن التشبه بالكفار: "من تشبّه بقومٍ فهو منهم".

أدلة جواز صبغ الشعر بألوانٍ غير السواد:

  • عدم وجود نصٍّ صريحٍ في القرآن الكريم أو السنّة النبوية الشريفة يُحرّم صبغ الشعر بألوانٍ غير السواد.
  • إباحة الأصل في الأمور.
  • وجود أحاديث نبوية تُشير إلى جواز صبغ الشعر بألوانٍ غير السواد.

 

نص فتوى دار الإفتاء المصرية رقم 4249

حكم الاختضاب بالسواد
اختلف الفقهاء في حكم الاختضاب بالسواد مع إجماعهم على جوازه في الحرب ليظهر المجاهدون أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو؛ فمنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بتحريمه فيما عدا الجهاد، ومنهم من رخّص فيه مطلقًا ورأى أنه لا حرج على فاعله.
دليل الرأي القائل بتحريم الاختضاب بالسواد
أما دليل من قال بتحريمه: فهو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» رواه أبو داود والنسائي.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتِيَ بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» رواه مسلم في "صحيحه" وأبو داود في "سننه".
والأصل أن النهي يقتضي التحريم، والقائلون بالكراهة يحملون النهي هنا على الكراهة؛ لتعلقه بأمور العادات.
دليل الرأي القائل بجواز الاختضاب بالسواد
أما أصحاب الرأي القائل بالجواز فيستدلون بحديث صهيب الخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا -أي للشيب- السَّوَادُ؛ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ أعدَائكم» رواه ابن ماجه وحسَّنه البوصيري.
وقد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام وغيرهما، ولم يُنقل الإنكار عليهم من أحد، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وأجابوا عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قومٍ هذه صفتهم لا أنّ عدم وجدانهم رائحة الجنة بسبب خضابهم بالسواد.
الخلاصة
بناءً على ذلك: فإن هناك اختلافًا بين الفقهاء بين الجواز وعدمه في مسألة الخضاب بالسواد، فلا حرج على مَن أخذ بأيِّ القولين. والأمر في ذلك واسع.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
 

“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب

تم نسخ الرابط