ميول انتحارية .. خطورة التحرش الجنسي على النساء والأطفال وطرق العلاج
تزداد جرائم التحرش الجنسي يوما بعد يوم، ولا يفرق المتحرش بين امرأة أو طفل، أنثى أو ذكر، فكثيرا ما يتعرض أطفالنا للتحرش الجنسي ربما من أقرب الأقربين لنا، وتعد من الجرائم التي يصعب على الطفل أن يمحو آثارها من ذهنه.. ومن المحتمل أن تظل عالقة في ذاكرة الطفل أو الطفلة حتى المشيب، لذلك يجب الاهتمام والتوعية الجيدة بهذه القضية.
التحرش الجنسي
تقول "فاطمة إبراهيم" استشاري فض المنازعات: إن الآثار السلبية الناتجة عن التحرش الجنسي تختلف حدتها باختلاف أثرها على الطفلة أو المرأة.
آثار التحرش الجنسي
وأكدت "فاطمة إبراهيم" صاحبة منصة نوّر الصمت، في تصريحات خاصة لوقع بالمصري، أن من أبرز الآثار الشائعة للتحرش الجنسي عدم تقدير الذات نظرًا لشعور المرأة بانعدام قيمتها وحقها في الاختيار نتيجة ما وقع عليها من تحرش في الصغر، صعوبة فهم المشاعر الشخصية، خاصة في الحالات التي استدرك فيها المتحرش الطفلة وادعى الحب، ما يسبب مشاعر حادة من الحيرة يصعب فيها على المرأة فهم نفسها وتقييمها للآخرين.
كما يعد الخوف من التعبير عن المشاعر بسبب الصمت الذي فرض على الطفلة، بالإضافة للشعور المزمن بالعار وما يستتبعه لوم وجلد للذات, قد يتفاقم الى أن تتولد ميول انتحارية.
طرق العلاج
أما عن طرق العلاج فأشارت "ابراهيم " الى أنه لا توجد طريقة واحدة للعلاج، ومن المهم التوعية بوجود طرق مختلفة، بحيث يسهل على المرأة الاختيار. ومع تقدم الطب النفسي وفهم الجهاز العصبي انتشرت طرق مختلفة مثل:
"العلاج السلوكي المعرفي، العلاج الجسدي، العلاج عن طريق الحركة نظراً لفهم حقيقة أن الصدمة تؤثر على الجهاز العصبي والمناعي للجسم، فالشخص الذي تعرض للصدمة يوظف جزءا كبيرا من طاقته في الدفاع عن نفسه حتى لو لم يوجد خطر حقيقي، ويحاول بشتى الطرق كبت ارتباكه الداخلي".
وحذرت فاطمة إبراهيم من أنه من الممكن أن ينتج من الصدمة أمراض كثيرة مثل: "الأمراض المناعية، الفيبرومالجيا، الإرهاق المزمن". ولذا مهم أن يكون العلاج شاملا للجسد والروح والعقل. وما استقر عليه الكثير من المعالجين هو أهمية اختيار الطريقة العلاجية في الوقت المناسب لها.
توعية الأطفال
وشددت فاطمة على ضرورة تمكين الأطفال من الرفض إذا تعرضوا للتحرش، وتدريبهم على قول لا، لأن من حق الطفل أن يرفض إذا تم تقبيله أو لمسه وهو لم يرغب في ذلك، بغض النظر إن كان ذلك فعلاً جنسياً أم لا. ان لم ير الطفل أن جسده ملك له ومن حقه، فسوف يسهل استدراك الطفل كضحية.
وأكدت ضرورة أن تعرف الأم طفلها بجسده دون خجل، بمعنى عدم إطلاق مسميات مضحكة على الأماكن الحساسة، بحيث لا يكبر الطفل معتقداً أن كل هذه الأماكن تدعو على الخزي وبالتالي سيفضل الصمت ان تعرض الطفل للتحرش فيها.