كريمة الدارين.. قصة السيدة نفيسة في مصر
السيدة نفيسة التقية الورعة كريمة الدارين، من أكثر نساء الأرض تقوى وعبادة لله سبحانه وتعالى، ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم بنت الأنوار، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فأي نسب مشرف كهذا.
لماذا سميت السيدة نفيسة بـ نفيسة العلم
عُرِفَ عن السيدة نفيسة رضي الله عنها تقواها وورعها وحسن عبادتها، وكانت شديدة في الحق لا تخاف في الله لومة لائم ، كما كانت دائمة الذهاب إلى المسجد النبوي لتسمع عن شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، فحينما كانت بالمدينة المنورة، كانت تستوطن المسجد النبوي تتعبد وتتورع لله سبحانه وتعالى، لذلك لقبها الناس ب " نفيسة العلم ".
وقد روت زينب ابنة أخيها : " خدمتُ عمتي السيدة نفيسة أربعين عاماً، فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها : أما ترفقين بنفسك؟ فقالت : كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات يا يقطعهن إلا الفائزون؟، وكانت تقول : كانت عمتي تحفظ القرآن وتبكي ".
ذُكِرَ أن السيدة نفيسة حجت أكثر من 30 حجة أكثرها ماشية ، وكانت تضع يديها على ستار الكعبة وتقول : " إلهي وسيدي ومولاي متعني وفرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سبباً يحجبك عني ".
تسمية السيدة نفيسة بكريمة الدارين
كما سُميت السيدة نفيسة ب " كريمة الدارين " لأن أبيها الحسن كان كريماً جداً، وأيضاً جدها الإمام الحسن الذكي الذي لُقب ب" كريم آل البيت".
وقيل لأنها كانت تجتهد في العبادة زاهدة عابدة لله سبحانه وتعالى وكثيرة الخير، لذلك وهبها الله عز وجل العديد من الكرامات، وأهمهم أنها كانت مستجابة الدعوة.
السيدة نفيسة تحفر قبرها بأيديها
العجيب أن السيدة نفيسة حفرت قبرها بيديها، وكانت تكثر من الصلاة فيه، كما قرأت فيه أيضاً القرآن الكريم 190 مرة وهي تنهار من البكاء.
وفاة السيدة نفيسة
وحينما شعرت السيدة نفيسة بقرب أجلها أرسلت كتاباً لزوجها " إسحاق المؤتمن" لتطلب منه المجيء لشعورها بقرب أجلها، وفي أول جمعة من رمضان اشتد عليها الألم كثيراً، وطلب منها الأطباء أن تفطر لتحفظ قوتها، لكنها قالت لهم : " واعجباه، أن لي 30 سنة وأنا أسأل الله عز وجل أن يتوفاني وأنا صائمة ".
وتوفيت السيدة نفيسة وحزن عليها المصريين حزناً شديداً، ويوم دفنها، ازدحم جموع الناس لتشييع جنازتها، ومن ذلك اليوم يرتاد الناس من أنحاء العالم لزيارة مسجد السيدة نفيسة.