نفق الموت يحصد الأرواح.. ماذا يحدث على الدائري الأوسطي؟
أصبح طريق الدائري الأوسطي، هو خط ذهاب بلا عودة، حيث تفوح منه رائحة الموت والدماء، فيشعر كل من يمر بهذا الطريق، بأنه يحمل كفنه بين يديه، ولا يعلم هل سيعود إلى بيته وأهله سالم أم مكفن أو سيبحثون عنه في المشرحة ليجمعوا ما تبقى منه.
منذ إنشاء طريق الدائري الأوسطي، ويلقب بنفق الموت، فشهد العديد من الكوارث والحوادث الأليمة، التي حفرت في أذهان وعقول الجميع، ولن تنسى مهما جار عليها الزمن. حيث نشاهد ما يقرب من حادث أو أكثر يوميا.
بداية الحوادث على الطريق الأوسطي
كانت بداية حوادث طريق الدائري الأوسطي، في 7 سبتمبر 2020، بعد أن شهد الطريق الدائري الأوسطي بحلوان، حادث انقلاب سيارة، أدى إلى مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين، وتم نقلهما إلى المستشفى على الفور، لتلقى العلاج اللازم.
وفور وصول سيارة إسعاف، نقل المصابين إلى قسم الاستقبال بالمستشفى العام بحلوان، لسرعة انقاذهم وتلقى العلاج، وإرسال جثة المتوفي إلى المشرحة، وتم الدفع بالأوناش المرورية، لرفع حطام انقلاب السيارة في الحادث.
الطريق الدائري الأوسطي بحلوان عليه لعنة الحرائق والموت
لم تتوقف حوادث طريق الدائري الأوسطي، حيث شهد الطريق بحلوان، حادث مروع ومفزع، بعد أن لقي شخصين مصرعهم وأصيب 6 آخرين، في حادث تصادم 6 سيارات، من بينهم نقل بقطورة وفنطاس، واشتعال النيران بهم، الأمر الذي أدى إلى تفحمهم تمامًا.
وانتقلت الحماية المدينة بالقاهرة، تحت إشراف اللواء أشرف الجندي، مساعد أول وزير الداخلية مدير الأمن، إلى مكان الحادث، وتم الدفع بـ6 سيارات إطفاء من أجل السيطرة على الحريق القائم، ووصلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج، والمتوفيين إلى مشرحة زينهم بالقاهرة.
ومن الواضح أن طريق الدائري الأوسطي بحلون، عليه لعنة الحرائق والموت، فلم تتوقف الحوادث إلى هنا ولكن استمرت إلى أن لقي شخص مصرعه وأصيب 10 آخرين في حادث مروري بالطريق الدائري الأوسطي بحدائق حلوان، وذلك بسبب اصطدام سيارة نقل محملة بمادة الكونترين، ومقطورة محمله بالحديد، و4 سيارات ملاكي. وفور تلقي غرفة عمليات المرور بلاغًا بالحادث، انتقلت قوة من وحدة الحماية المدنية بالجيزة، وتم الدفع بسيارات إطفاء للسيطرة على السيارات التي اشتعلت بها النيران، وتم الدفع بسيارات اسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى. ومن ثم تم الدفع بأوناش المرور، لسحب السيارات وفتح الطريق وتسيير الحركة المرورية بطريقة سليمة وآمنة.
من البحث عن لقمة العيش إلى الكفن
شهد الطريق الدائري الأوسطي، حادث مروع وأليم، تجش له القلوب، وتنتفض به الأبدان، حيث اصطدام "تريلا" مع سيارة أجرة، كانت متجهة إلى الفيوم، وكان معظم ركابها متجهين إلى العمل، لكسب قوت يومهم
وكشفت المعاينة، أن قائد سيارة النقل اصطدم بثلاث أعمدة إنارة ثم الحاجز الخرسانى للطريق في الاتجاه القادم من مناطق الفيوم والتجمع، واخترقت الحاجز ثم تجاوزت الجزيرة الوسطى واصطدمت بسيارة ميكروباص كانت في الاتجاه المعاكس.
وأسفر حادث التصادم بين "التريلا" وسيارة الأجرة، عن مصرع 19 شخص، وتم إيداع 7 جثامين مستشفى 6 أكتوبر المركزي و8 الشيخ زايد المركزي و4 بمستشفى الشيخ زايد التخصصي.
أسباب الحوادث على الطريق في أعين خبراء النقل
وحول أسباب الحوادث التي تشهدها القاهرة خاصة حوادث الطريق الدائري الأوسطي، أوضح الدكتور عماد الدين نبيل، خبير النقل والطرق، إنه في حالة الحوادث يقوم المختصين بعمل تحليلات النقاط السوداء، بمعني أن يتم اكتشاف إذا ما كانت هذه الحوادث تتكرر أكثر من مرة في العام وبنفس المنطقة التي وقع فيها الحادث، أم أن الحوادث تكون متفرقة وفي العديد من المناطق الأخرى؟.
فإذا كانت الحوادث في مناطق مختلفة لا يكون السبب في الطريق، ومن هنا يبدأ المختصين في البحث عن السبب الحقيقي لوقوع الحادثة، " أما إذا وقعت أكثر من حادثة في نفس المنطقة فبالتالي يكون الطريق في حاجة إلى الصيانة".
ولفت خبير النقل، إنه في كثير من الأحيان يكون أسباب حدوث التصادم بين السيارات "الطقس"، لذلك تقوم الجهة المختصة بغلق الطرق التي قد تصل إلى درجة العتامة أو عدم الرؤية.
وعن الحوادث غير الطبيعية التي تكون ناتجة عن التصرفات الخاطئة من السائقين، أوضح خبير الطرق والنقل، أن الحوادث الغير طبيعية التي تحدث على الطرق الرئيسية يكون لها العديد من الأسباب منها
السائقون المتعاطون للمخدرات
عدم النوم نتيجة ضغوط العمل بشركات النقل
القيادة عكس الاتجاه
وغيرها من الأسباب الأخرى الناتجة عن الأخطاء الشخصية
وأشار إلى أن الإحصائيات عن حوادث التصادم في مصر عموما،تقول إن هناك 75% من الحوادث سببها رعونة السائق والسرعة، و20% بسبب عدم صيانة المركبات جيدا، والـ 10% المتبقية سببها عدم جودة الطرق وسوء الطقس والتي قلت مع المشروع القومي للطرق الذي أطلقته الحكومة والذي ساعد كثيرا على تحسين الرؤية عن طريق عمل مسافات الرؤية على الطرق.