الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

نور الجزار.. رحلة كفاح خطاط زملكاوي للنادي الأهلي

نور الجزار
نور الجزار

تجذبك روعة الجدران الممتلئة بالحكم والآيات القرآنية والعبارات المحفزة المكتوبة بجمال يسلب الألباب، عم نور الجزار هو مصدر كل هذه الروعة. 

هو أقدم وأشهر خطاط في مدينة تلا بالمنوفية وصاحب رحلة مليئة بالكفاح عاش 75 عامًا يخط بيده ويترك أثرًا في كل مكان يمر به.

بدأت رحلة الحاج نور الجزار منذ أن ولد وقرر والده أن يدخله الأزهر الشريف، فنصحه أحد أصحابه "ابنك عنده موهبة دخله مدرسة الخطوط".. ولم يكن هناك وقتها غير ثلاث مدارس على مستوى الجمهورية، منها مدرسة طنطا الأقرب لمنزله في مدينة تلا.
وبالفعل عكف والده على تنمية موهبته وساعده ليشبع شغفه ونهمه في الخط والكتابة، ومن هنا بدأت رحلة نور الجزار الذي كان يعمل في أحد أجهزة الدولة، وأصبح بعد إحالته للمعاش، واحدًا من شيوخ المهنة ليذيع صيته في مركز تلا، ويهب حياته للكتابة لدرجة أنه يشبهها بالهواء والماء، ويقول "لو مكتبتش يوم أموت".



نور الجزار.. زملكاوي خطاط النادي الأهلي
 


وأكد نور الجزار أنه عمل خطاطًا للنادي الأهلي على الرغم من أنه زملكاوي صميم، وكان دائم التواجد بالمكان، وحازت كتاباته إعجاب كل من يراها.

ويروي عم نور الجزار أنه ذهب لأداء رحلة عمرة وحج، وكتب على بعض جدران الفنادق القريبة من الحرم المكي، وعلى الرغم من تجديدها بعد ذلك ترك أصحابها الكتابات في مكانها؛ لجمال وروعة الخط المخطوطة بها.



ولفت الحاج نور إلى أنه يخرج يوميًا لكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على جدران المقابر والمساجد مجانًا، ويرسم واجهات المنازل للحجاج العائدين، فضلا على تعليم الطلاب من أبناء مدينة تلا طرق الكتابة في ورش صغيرة بمنزله، كما يهادي كتاباته لكل من يعجب بها.

وفي لافتة مضحكة أكد أن الفلاحين المارين من أمام منزله يتسابقون على أن يكتب لهم على برادع الحمير جملًا مضحكة على سبيل الدعابة ونشر البهجة.

ويملك نور في هذه الدنيا ولدًا وبنتًا يتمنى من الله أن يبارك فيهما بعدما عكف على زوجته التي توفيت منذ 9سنوات ليشعر بأنه فقد بهجة العالم أجمع، ولحبه الشديد لها لم ينم يومًا واحدًا بغرفته بعد وفاتها بعدما كانت رفيقته في ليالي وحدته وكتاباته التي تشع له نورًا في عتمة اليل، وأكد أنه وصى أحد المقربين بدفن لوحة معينة معه في قبره من عشقه لها.


ويؤكد الحاج نور أنه لم يتقاض جنيهًا واحدًا طوال مسيرته بالرغم من أن شغله في منتهى الإبهار لكنه وهب كتاباته لوجه الله، كما أنه اشترى قطعة أرض صغيرة أقامها مصلاة وجدرانها من المخطوطات المحببة إلى قلبه، كما أضاف أنه مصدر سعادته الوحيد هو ممارسة عمله، والفرشاة أو القلم بين يده، ليبدع في الكتابة، ويستغرب الكثيرون من سرعته، لكنه يفسر ذلك بقوله "أحس بأنها سهلة جدًا بالرغم من أن كل الناس بتشوفها صعبة"، وأضاف أنه لكثرة تعلقه بالخط أشعر بأنني لو دفنت لكتبت في قبري.
 

Screenshot_20230811_162509_com.whatsapp
Screenshot_20230811_162509_com.whatsapp
Screenshot_20230811_162514_com.whatsapp
Screenshot_20230811_162514_com.whatsapp
تم نسخ الرابط