أن تحارب الفكر بالفكر، يكون سلاحك قاهرا لا شتات لطلقاته، ولا تقهقر لمواضعه، فتغرس نبتات الوعي في إنسان جديد داخل جمهورية جديدة تتنفس، هذا ديدن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهكذا تستهدف العقول وتبني الصروح، وتضع اللبنات موضع القبول بين الناس، العوام منهم والمتخصصين، بل تضرب الأمثال في التحركات المدروسة التي لا تحيد عن موضوعية، ولا تتخلى عن فرصة تطوير، فتنقل الخبرات برقي، وتتنقل بينها بوعي، فترسم الطرق مستعينة بأجيال من الخبراء والشباب سواء بسواء، فتفلح في اختيار هذا والاستفادة من ذاك.
اختيارات الشركة المتحدة التي كانت لامعة كفكر قياداتها، دفعتني دفعا إلى الحديث عن الصورة التي تصدرها الشركة الكبرى للمجتمع والمراقب، فالكيان الإعلامي الكبير يؤمن بالشباب، بل يتطلع من نشاطهم المستعر وفكرهم الناضج وطموحهم الممتد، إلى نجاح يملأ الفضاء الإعلامي فكرا ووعيا، كما أن ذلك الكيان نفسه يجل الكبار، ويستجلب من حكمتهم وعلمهم وتجاربهم نبراسا للاستمرار والعمل الدؤوب الذي لا ينقطع ولا يهدأ مجتمعيا وإعلاميا.
ولقد توقفت مشدوها، عندما تطلعت إلى صورة تجمع الأب الروحي والمعلم الكبير الدكتور محمود مسلم، رئيس قطاع الصحف والمواقع بالشركة، والإعلامية الفاضلة اللامعة ريهام السهلي، رئيس قنوات dmc، بينما يتسلم كل منهما مهامه الجديدة، فأبهرني ضي الرقي، وأسرتني حالة التنظيم وحسن التعاطي مع الأهداف والمهام على تجددها، بل لمحت في مسلم والسهلي، النموذج الذي ضربت به الشركة المتحدة المثل في الاختيار والدمج بين عطاء الشباب وحكمة الخبراء.
تلك الصورة جعلتني أفكر فأتدبر كيف يمكن للفن والإعلام وصناعتيهما أن يكونا أداة واحدة تتكامل للقوى الناعمة التي تربي النشء على وعي مستنير لا ينحرف، وهوية باقية غير قابلة للطمس أو التشويه، بل جعلتني أؤمن أن محاولات التكامل من الشركة المتحدة، قد تدفع بقوة وتمكن إلى التصدي لفوضى الانفتاح السيبراني بيد المغرضين، والذي يستهدف الثوابت ليشوهها، أو الحقائق فيقلبها أو الوعي فيزيفه، بل ذلك التكامل قد يستعيد التوازن للمشهد الإعلامي المصري والعربي، فيبني على ما تحقق فيه، وينمي على ما تحقق منه.
وفي انحيازي للحديث عن الإعلام، فأنا موقن بشكل كامل، بأن إعلام الشركة المتحدة نجح في رأب صدع الثقة التي سقطت لدى الجمهور في كثير من القنوات الفضائية خلال حقب عدة، عبر استراتيجية واضحة الخطى، ثابتة الصدى، اعتمدتها الشركة وطرحتها في زمن قياسي، لتصيب بما حققته ذكرى وأثر العصر الذهبي للإعلام المصري، وترسخ لرسالتها الوطنية في الحفاظ على المجتمع المصري ضد محاولات تشويه الوعي وإثارة التخبط وإشاعة الفتنة.
الشركة المتحدة كانت صادقة في تعاطيها مع المجتمع، فصدقتها الجماهير، وكانت دؤوبة في كل مبادراتها فأثمرت تلك المبادرات نجاحا ونفوذا، وكانت واعية في ترسيخ الفكر الوطني، فأرست بذلك مبادئ الموضوعية والصدق والانتماء في آن واحد، بميزان حساس وعقول نابهة، ورجال أفذاذ.. أما أنا فممتن لأني جزء من الشركة، فخور بكوني أشارك ولو بجزء ضئيل، في معركة الفكر والوعي، ضد إرهاب العقول، عبر إنتاج صوتي ومرئي ومقروء، أحسب أنه عابر للأجيال، وحافظ لها.