في عصر التكنولوجيا وعصر السوشيال ميديا لا يوجد لنا سر لا يذاع، ،ولا أمر تستطيع أن تمنع الحديث عنه.
أصعب ترند ظهر حتى الآن هو ترند على اغنية بوسي يا أبويا كنت منعتني، على برنامج تيك توك، كلمات الأغنية تحكي قصة فتاة سعيدة بزواجها، ثم نهاية مؤسفة تتمى فيها المطربة ألا تخوض التجربة حتى لو تم منعها من أبيها.
إذا أخذت جولة داخل الفيديوهات الخاصة بالبنات ستفاجأ بعدد البنات الجميلات، اللاتي خضن تجربة الطلاق المؤلمة، حيث يقمن في البداية بنشر صور لهن في ليلة الفرح، ثم نشر صور لعقود الطلاق، وصور لهن في المستشفيات جراء تعرضهن للاعتداء البدني من قبل الأزواج.
الترند وعدد المشاركات فيه يخبرك بأن هناك مشكلة كبيرة في مفهوم العشرة السليمة لدى الطرفين المقبلين على الزواج.
فتيات حالمات يفاجأن بأن الحياة ليست وردية، ورجال يعتقدون أن الزوجة يجب أن تقبل الضرب بنفس راضية، وأن تتحمل وتصبر وألا تعترض، وإلا أطلق عليها لقب ناشز، لأن الذكر لم يتم احتمال عصبيته حين عاد في أحد الأيام من عمله غاضبا، ولم يجد غيرها ليخرج فيها طاقته السلبية الغاضبة، فقام بمنتهى البساطة بإهانتها لتتحول المشاجرة إلى تراشق بالألفاظ ثم بالأيدي، وطبعا الصراع غير المتكافئ تحصل فيه السيدات على كدمات وسحجات وعلامات مؤلمة، لا يمحوها الزمن من ذاكرتهن،
لو قررت أن تمر على جميع من شارك في هذا الترند، لوجدت أن آراء الرجال ليست على أحسن حال، بل ستعرف لماذا يحدث كل هذا، فاختلاف المفاهيم بين الجنسين عن الزواج المثالي، هو السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الطلاق.
يرى الرجال المشاركون، الذين دائما لا يلومون إلا الطرف الضعيف، القوارير التي أمر الله بالرفق بهن.
يقول الرجال في هذا الترند إن النساء فقدن قيمة مهمة تسببت في هدم البيوت وهي قيمة الطاعة والصبر،
فكان عليكي عزيزتي المرأة أن تتلقي الضربات في صبر، وألا يخرج سر الكدمات للعلن، وأن تكفي على الخبر ماجور وتوقفي عن الشكوى، فلقب ناشز ينتظرك إذا اعترضتي أو تكلمتي عما يحدث لك، وهو لقب تم تعليبه مقدما لأي أنثى يعلو صوتها أو تعترض.
عزيزي الرجل هل هذا هو المنطق الذي تراه يصلح لكي تستمر حياتك الزوجية؟!
عاتبوا انفسكم قبل خراب البيوت، تغيروا قبل أن يتم تغييركم، هذا عصر النقاش المحترم والكلام الذي يتم بناره على الأخذ والعطاء، فليست الأوامر هي الحل.
لا تنسوا أن العشرة الجيدة يجب أن تقوم على التفاهم المتبادل، والاحترام والمودة والرحمة.
رفقا بوصية جميع الأديان السماوية، رفقا بالنساء.