الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

قديما قالوا في الأمثال "حاسب قبل ماتناسب"، وقيل أيضا "النسب كاللبن أقل حاجة تعكره"، فالزواج هو مشوار حياة وطريق، يجب اختيار أطرافه بعناية فائقة، فاختيارك قد يدخلك الجنة، أو يلقي بك في عمق حفرة في جهنم، لذا اختر رفيقك قبل طريقك، ولا تتعجل في قرار الارتباط، حتى لا تندم ندم عمرك.

الزواج هو ميثاق غليظ، يتطلب لكي يحالفه التوفيق، طرفين ناضجين يستطيعان أن يكملا معا، وأما إذا وافقت الفتاة المقبلة على الزواج أأن تعيش في بيت عائلة، وهو أمر منتشر في معظم قرى مصر، فعادي جدا أن تجد رجلا ينجب عددا من الأبناء، ويشتري قطعة أرض بكل ما يملك، ثم يبني عدة أدوار لكي يزّوج أبناءه في شقق البيت، فيسكنون معه في المكان نفسه، ويغلق عليهم جميعا بأولادهم باب بيت واحد، وهذا بالطبع يحدث في القليل من الأسر الفاضلة، التي يسعى أطرافها إلى إنجاح هذه المنظومة العتيدة القديمة.

بيت العائلة فكرة قد تبدو لنا، من الوهلة الأولى، مثالية وراقية، لكنها تظل مجرد فكرة إذا تم تنفيذها خضعت للأهواء البشرية، والاختلافات الجوهرية في الطباع بين البشر، فلسنا جميعا مؤهلين لكي نقطن بيوت تجمعنا بأهل من نتزوجهم، فلا تنسى أن الزواج هو جمع بين فردين من ثقافتين مختلفتين، وعالمين متنافرين، يحاولان جاهدين أن يبنيا سقفا مشتركا يجمع بينهما، وتوافقات تساعدهم أن يجدّفا بقاربهما حتى يصلا إلى بر الأمان. 

فما بالك بأن أحد أفراد العلاقة داخل منظومة الزواج، دخل هذه العلاقة بجميع أفراد أسرته التي تربى بين أفرادها، وعلى الزوجة أن تبني جسور التفاهم، وتتحلى بالتغاضي والتغافل مع كامل أفراد الأسرة التي التحقت بها.

الموضوع أصبح معقدا، وقد كان قديما سلسا وهينا، فسمعنا مؤخرا عن حوادث قتل كان السبب فيها الزواج داخل بيت عائلة تداخلت أطرافه بصورة همجية غير منظمة، وسادت بينهم التدخلات والحقد والغيرة، فلا تنسوا زوجة قليوب الرقيقة التي قتلت زوجها بسبب تدخلات أهله في حياتهما، ونحن هنا لا نبرر جريمة القتل، مهما حدث ولكنها حدثت، وعلينا أن نتعلم من أسبابها حتى لا تتكرر.

بيت العيلة لم يعد عشا هادئا، وموطنا هانيئا للاستقرار والتفاهم، بل أصبح ساحة للمعارك كما حدث مؤخرا مع السيدة التي ضربت حماتها بنعلها، ليتم تصويرها وفضحها على صفحات السوشيال ميديا، لتنهال عليها اللعنات.

ونحن هنا أيضا لا نبرر ما حدث فالشخص الذي يتحلى بالأخلاق يستطيع أن يمسك نفسه عند الغضب، وبالتأكيد من الصعب تقبل فكرة أن تنسى فتاة تربيتها، وتهين وتضرب سيدة كبيرة في السن، مهما كانت حدة الخلاف بينهما.

عزيزتي الفتاة إذا ساقك القدر لتعيشي داخل بيت عيلة، فعليك أن تعلمي أن الاختيار صعب، ولكنه ليس مستحيلا، فقط يتطلب فتاة من نوع خاص، دائما ما يسبق عقلها لسانها وخطواتها، بيت العائلة يتطلب فتيات يستطعن التغافل والتفاؤل، وتقبل تدخلات خارجية من أطراف ليست طرفا أصليا في العلاقة الزوجية. 

تم نسخ الرابط