حققت مصر في الفترة الأخيرة طفرة سياحية ملحوظة، وطبقًا للتقارير الأخيرة التي صدرت عن وزارة السياحة المصرية وتؤكد أن مصر استقبلت في النصف الأول من العام الجاري 2023، قرابة 7 ملايين سائح، وهو ما يعد الأعلى في تاريخ البلاد خلال هذه الفترة.. وبهذا الإنجاز، تقترب مصر من تحقيق المستهدف على مستوى العام عند 15 مليون سائح، حيث تعد البلاد مقصدًا سياحيًا للزائرين، بفضل معالمها السياحية التاريخية.
وطبقا لآخر الأرقام فإن 10% من عدد السياح القادمين إلى مصر في النصف الأول من العام الجاري، جاء من ألمانيا، وأتى السياح الروس في المركز الثاني، بالرغم من ظروف الحرب المستمرة مع أوكرانيا، وهناك توقعات بأن يكون عدد الزوار في النصف الثاني من العام، أكبر من النصف المنتهي 31 يونيو.
كل هذه الأرقام والإحصائيات تكشف لنا أننا نسير على الطريق الصحيح، لكن هناك إجراءات أجدها ضرورية من أجل الاستمرار في تحقيق الطفرات في هذا المجال وبدايتها أن تقود وزارة السياحة تقييمًا شاملًا لكافة الخدمات التي يتم تقديمها للسائح بدءًا من وصوله إلى المطار ومرورًا بانتقالاته الداخلية وجولاته السياحية وانتهاء برحلة العودة.
وفي الحقيقة نحتاج إلى مضاعفة أعداد السائحين الذين يزورن مصر في الفترة الأخيرة في ظل أزمة نقص العملة الأجنبية التي نعاني منها حاليًا وللوصول إلى هذا الهدف علينا أن نستمر في عملية التطوير والتسويق السياحي، خاصة أن مصر تمتلك جميع المقومات التي تجعلها في مقدمة المقاصد السياحية العالمية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر حققت فرنسا في 2022 أكثر من 57 مليار يورو من السياحة فقط، بفضل السياحة الدولية، كما حققت إسبانيا حوالي 65 مليار يورو في 2022 من القطاع السياحي.. كل هذه الأرقام والإحصائيات تكشف لنا ضرورة الاستمرار في التطوير وتحفيز الشركات السياحية على الوصول لأسواق سياحية جديدة وتقديم عروض سياحية مميزة وبأسعار تنافسية تشجع شركات السياحة الأجنبية على تنظيم برامج خاصة لمصر ومواقعها الأثرية والسياحية التي تنافس أهم المقاصد السياحية في العالم.. لقد حققنا تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال ولكن لا يزال أمامنا الكثير للوصول إلى ما نتمناه جميعا.