يأتيك من بعيد، يبتسم لك ويكون ودودا ومقربا، وربما غاضبا لا يرغب في رؤيتك، لكنه سرعان ما يتراجع مبتسما وكأنه لم يضرك أبدا. تأكد أنك لست قريبا من قلبه، لست صديق الدرب.
الصديق والقريب نتودد إليه في كل حين، حينما تكون سعيدا يشاركك سعادتك وأحلامك ويتقاسمها معك، سيظهر في عينه الفرح لأجلك.
وقت الحزن تجده يتسارع ليخلصك من أحزانك، بجانبك دون طلب، يشعر بك أكثر من نفسك، يناقشك في أمور تحدث بداخلك دون أن تتفوه حتى بكلمة ثقيلة على قلبك يصعب عليك نطقها، هذا هو الرفيق.....
احذر من متقلب الود، متقلب المزاج، يصادقك ويتقرب وقتما يريد لا يشعر بك، ينتظر منك دائماً المساندة.
وحينما تحتاجه سيكون معك ولكن في الوقت الذي يناسبه.
حينما يفعل لأجلك شيئا سيتذكره دوما وكأنك لم تكن بجانبه أبداً، لن يتذكر سوى أفعاله فقط، سينكر عشرتك لمجرد الخلاف، في لحظة ستصبح شخصا غريبا، يبتعد عنك بكل سهولة ولن يترك لحياتك معه أثرا .
لا تحزن فهي ليست مشكلتك وربما تعلقك هو سبب حزنك.
في رواية لعلي بن أبي طالب، رضى الله عنه قال "لا خير في ود أمرئ متلون، إذا الريح مالت مال حيث تميل"
وتمتلي شخصية المتقلب بالتناقضات، فهو لا يرى الناس إلا من خلال حالته المزاجية، فلا يمكنك الطمأنينة ولا الوثوق به، فربما يغادر حياتك في لمح البصر، لتجد نفسك في علاقة تحتاج باستمرار للدفاع وكأنك متهم بينما من داخلك تجهل تهمتك.
اختر من يشاركك الحياة بتفاصيلها دون قلق، اختر من تطمن معه ولا تخاف أن تخطيء بالحديث، اختر من تكون علاقته معك مريحة لا تقلقك ولا يمارس عليك الضغط لمجرد احتياجك له، اختر من تكمل معه رحلتك من يشبه روحك.