الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

الاحتفال بالطلاق تقليعة جديدة تغزو المجتمع بفضل السوشيال ميديا.. فرحة أم انتقام؟

ظاهرة الاحتفال بالطلاق
ظاهرة الاحتفال بالطلاق

الاحتفال بالطلاق، تقليعة جديدة غزت المجتمع، وأصبحت وسيلة للتباهي، حتى أن بعض رواد السوشيال ميديا، أسسوا صفخات للترويج وتنظيم هذه البدعة الغريبة على المجتمع النصري.

الأصل في الطلاق أنه مصيبة تضرب الأسرة في مقتل، وتهدد بتفكك المجتمع، وتعتبر خبرا صادما للمرأة والرجل، على السواء،، لكن العجيب أننا في الآونة الأخيرة نجد وابلا من حفلات الطلاق، التي تغمرها البهجة والفرحة، لوقوع تلك المصيبة، وكأنها انتصار مدو.

ونجد السعادة تزين ملامح المطلقة، ومن يحتفلون معها بتلك المناسبة الحزينة أصلا.

انتشار ظاهرة الاحتفال بالطلاق 

وتتداول منصات السوشيال ميديا حفلات طلاق جمة، ولاقت إقبالاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، منهم من يدعم ذلك الاحتفال، ومنهم من ينتقد تلك الظاهرة ويسمونها بأنها دخيلة على مجتمعاتنا العربية.

الفرحة بوقوع الطلاق 

الاحتفال بالطلاق على منصات التواصل الاجتماعي 

ومن حفلات الطلاق التي ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت تعجب رواد السوشيال ميديا، هو حفل تلك السيدة التي قررت الاحتفال على طريقتها الخاصة، فبدلاً من أن تقف عاجزة مكتوفة الأيد وسط سيطرة المجتمع عليها ، فقد قررت التحرر من تلك السطوة، وأقامت حفلاً بمناسبة طلاقها، وارتدت فستان زفاف بزينة العروس المعتادة، وظلت ترقص في وسط الأغاني بسعادة بالغة وسط أهلها وأقربائها وأصدقائها، بتورتة مدون عليها " حفلة طلاق"، ليتحول قرار طلاقها من بصمة عار إلى فرح رسمي، وجعلت منه يوماً لا ينسى.

انتشار ظاهرة الاحتفال بالطلاق 

ظاهرة الاحتفال بالطلاق 

وتوجد سيدة أخرى أشعلت منصات التواصل الاجتماعي، لنشرها فيديو في آخر يوم عدة لها بعد الطلاق، وهي ترتدي أجمل الثياب متزينة بزينة كاملة وسط الأغاني الشعبية وفرحة الأهل والأصدقاء، وتورتة مكتوب عليها " طلاق سعيد"، ولم تكتفِ بذلك، فبدلاً من شعورها بالخزي والإحراج، قامت بتوزيع هدايا ذهب على المارة في الطريق، متحررة من سيطرة القيود الشرقية.

احتفالات الطلاق في مصر 

التحرر من قيد عادات الطلاق الشرقية 

ومن جهة أخرى، نجد سيدة مصرية تقرر التحرر من عادات الطلاق المصرية، التي تدمر المرأة وتعتبر الطلاق مهين ومخزي في حق صاحبه، فنجد السيدة تنطلق في قاعة مناسبات بالتورتة وفستان الزفاف، وسط فرحة أهاليها، وجعلت قرار طلاقها هو بداية لحياة جديدة، واستطاعت أن تخرج من قيد الثقافات الشرقية المعتادة.

حفلات الطلاق 

الاحتفال بالطلاق بداية لحياة جديدة 

ونجد امرأة أخرى دونت يوم طلاقها بأحرف من نور، متناسية آلامها وأحزانها وعادات المجتمع، لتسطر صفحة جديدة في حياتها، تكون بدايتها إقامة حفل طلاقها وسط أصدقائها المقربين، مرتدية فستان الزفاف، وقاموا أصدقائها بارتداء الفستان مثلها لمشاطرتها أحزانها وأفراحها.

الاحتفال بقرار الطلاق 

الاحتفال بالطلاق في جميع أنحاء العالم 

وتنتشر فيديوهات مختلفة في جميع أنحاء العالم، كلٌ يحتفل بطريقته الخاصة، فهناك سيدة أخرى قامت بإعداد تورتة على هيئة زوجها، وهو في المستشفى معلق له المحاليل وجميع أجزائه متناثرة، ونجد أخرى قد أعدت تورتة عليها صورة زوجها ثم شطرت رأسه نصفين في وسط الزغاريد والفرحة والأغاني، وغيرها من الفيديوهات الكثيرة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.

حفلات الطلاق 

رد فعل رواد السوشيال ميديا على حفلات الطلاق

اختلفت رد فعل رواد السوشيال ميديا إلى أحوال كثيرة بعد انتشار حفلات الطلاق، فمنهم من أخذ الموضوع على محمل الهزار والهزل والضحك والسخرية، ومنهم من أيد فكرة الاحتفال تلك، وحجتهم أنها نقطة تحول لتحرر المرأة من سيطرة فكرة الطلاق العقيمة عليها، وانتهاء الحبر على ورقة الماضي، وفرصة لتدوين بداية جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل والحرية، وعلى النقيض الآخر، نجد فريقاً معارضاً مستنكراً ذلك الفعل القبيح ويرى أن تلك الظاهرة تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا المصرية والعربية، وأنها لا تجوز في الشرع وغير مستحبة، قائلين أن الطلاق هي فرقة بين الزوجين وانفصال عن شريك الحياة، ويترتب عليه مساوئ كثيرة ومنها تشرد الأطفال وتربيتهم في بيت دون أب، ما يؤدي إلى تزعزع نفسية الطفل ويصبح غير سوي ولديه عقدة من الزواج، لذا فهو قرار لا يستحق الفرح أو الاحتفال.

الاحتفال بالطلاق 

موقف الإسلام من الاحتفال بالطلاق

اتخذ الشرع مسلك المعارض من انتشار ظاهرة الاحتفال بالطلاق الغير مستساغة على آذاننا، فهي تعد من العادات الغريبة التي غزت مجتمعاتنا المسلمة، فالطلاق يعتبر قرار حزن لأنه يهدم أسرة كاملة ويسبب الفرقة بين الزوجين وتشريد الأطفال، فمهما وصل الخلاف بين الزوجين لا يستحب الفرح بذلك الخبر المؤسف، كما يعتبر أذية نفسية للزوج، ويؤدي إلى استحالة الرجوع بينهما، فلا بد من منع تلك الاحتفالات المحدثة الباطلة، فإن عقد الزواج يعتبر مقدساً لا تدنسه تلك الأفعال الغريبة، وفرقة الطلاق لها آدابها واحترامها في الشرع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ، كما قال الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا . فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }.

لذا وضع الشرع موانع كثيرة لإيقاع الطلاق، واتخذ منهج الوقاية منه قبل العلاج، فكيف يحتفل الإنسان بشيء نهى عنه الشرع وجعله أبغض الأمور عند الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك، قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : " إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ".

تم نسخ الرابط