حلاوة المولد.. أدخلها الفاطميون لـ«المحروسة» منذ 1000 عام (صور)
عروسة بفستان أبيض وفارس على حصان يحمل سيفه.. أشكال وألوان مختلفة تتزين بها محلات المحروسة كل عام في نفس الموعد؛ احتفالًا بميلاد أشرف الخلق، فيتهافت الجميع صغار وكبار للشراء، احتفالات بدأت منذ زمن فات ولازالت تأسر قلوب المصريين حتى يومنا هذا.
ظهور حلاوة المولد
مثلها كمثل أغلب مظاهر الاحتفال التي أدخلت لمصر عن طريق الفاطميين، ظهرت حلاوة المولد في بلاد المحروسة مع دخول الفاطميين مصر منذ أكثر من 1000 عام، في القرن الرابع الهجري.
عندما دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، مصر، كان لديه من الفطنة والذكاء ما يكفي لكسب ود المصريين، فأدرك على الفور حبهم للاحتفالات ومظاهر الفرحة المختلفة، واعتمد على ذلك للترويج لحكمهم وسياستهم، فأصبحت الاحتفالات تقام على مدار العام بمختلف المناسبات خاصة الدينية.
المولد النبوي الشريف
وفي كل عام قبل موعد المولد النبوي الشريف بشهرين، كان الخليفة الفاطمي يصدر أوامره، بصناعة الحلوى في المخازن التي أمر ببنائها، وتوزيعها مجانا على الشعب، وزاد الأمر كل عام، حتى انتشرت محلات الحلوى بكل شوارع المحروسة، لتجد الحلوى معلقة على أبواب المحلات التجارية، فأطلق عليها اسم «العلاليق»، وأطلق على السوق المتواجدة بها اسم «سوق الحلوين».
عروسة المولد والحصان
اتخذت حلاوة المولد في العصر الفاطمي أشكالًا معينة، كان أبرزها العروسة وحصان يمتطيه فارس يحمل سيفه، وهناك روايتان حول أصل الحصان والعروسة، الرأي الأول ذهب إلى أن خلال فترة حكم الحاكم بأمر الله، أمر بإلغاء جميع أنواع الاحتفالات حتى احتفالات الزواج، وأبقى على احتفال المولد النبوي فقط، فاستغل المصريون الأمر، وأصبحوا يقيمون احتفالات زواجهم في نفس يوم المولد النبوي، فتزف العروسة بالفستان الأبيض والعريس على حصانه، ومن هنا جاءت فكرة العروسة والحصان.
أما الرأي الثاني، فذهب إلى أن الخليفة الحاكم بأمر الله، كان يخرج هو وزوجته كل عام في المولد النبوي الشريف، ليتجول في شوارع المحروسة ويوزع الحلوى على الشعب، فكان يخرج وهو على صهوة حصانه وبجانبه زوجته ترتدي فستانًا باللون الأبيض، مما أوحى لصانعي حلاوة المولد بالفكرة، فأصبحوا يصنعوها على هيئة عروس وفارس، واستمر الأمر على مدار السنين مع اختلافات بسيطة في الألوان والأشكال، حتى أصبحت عادة مرتبطة بالمولد النبوي الشريف عند المصريين، وجزءًا من التاريخ والفلكوري المصري.