السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

آبار الصدقة.. أشهر وسيلة نصب كشفتها السوشيال ميديا

بالمصري

اتخذت وسائل النصب على المواطنين أشكالًا وألوانًا كثيرة، كانت أبرزها دائمًا التي لعبت على الوتر والحس الديني لدى الطامعين في بناء بيت لهم في الجنة أو غرس نخلة، فخرجت المؤسسات الوهمية تردد على القنوات الفضائية فضل «سقيا الماء» وحفر الآبار في البلاد التي تعاني نقصًا في المياه، متسترة بالغطاء الديني ومبشرة السباقون في التبرع بأجر وثواب عظيم، مستشهدة بأحاديث توضح فضل سقي الماء باعتباره من أفضل الصدقات.

آبار الصدقة

ومع التطور التكنولوجي، وعزوف البعض عن مشاهدة القنوات الفضائية، كان يجب على تلك المؤسسات مواكبة هذا التطور، لتنقل نشاطها من شاشات التلفاز لشاشات الهواتف، فأنشأت صفحات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتستقطب فئة جديدة من الراغبين في ثواب وأجر كبير، وخاصة الشباب صغير السن ممن فقدوا والديهم، لإنشاء صدقات جارية على أرواحهم، وبالطبع لم يكن هناك أفضل من حفر الآبار.

السوشيال ميديا سلاح ذو حدين

وعلى الرغم من أن السوشيال ميديا سهلت عمليات النصب على المواطنين، إلا أنها كانت سببًا في كشف بعض صفحات التواصل الاجتماعي التي تدعي إنشاء صدقات جارية على أرواح الموتى، عبر حفر آبار الصدقة في القرى الفقيرة، منها صفحتي «آبار الصدقة لحفر آبار الصدقة»، و«سقاية الماء آبار صدقة جارية».

فتاة تكشف واقعة نصب «حفر آبار الصدقة »

وبدأت الواقعة بفتاة أرادت حفر بئر ماء صدقة جارية على روح والدتها، فتواصلت مع إحدى الصفحتين، وقامت بدفع تكلفة البئر، ليرسل لها صاحب الصفحة بعد أسبوع فيديو للبئر باسم والدتها، مع وابل من الدعاء على روح الميت يصاحبه بكاء بعض المتواجدين مدعيين الفرحة بالبئر الجديد.

وفي حديث لها مع صديقتها، أخبرتها بأنها أقامت صدقة جارية على روح والدتها مع إحدى الصفحات المختصة بحفر آبار الصدقة، لتعجب صديقتها بالفكرة وتقرر هي الأخرى حفر بئر آخر على روح والدها، فاتجهت للبحث عن صفحات مختصة بتلك الصدقات، لتجد صفحة أخرى مختلفة عن الصفحة التي اتفقت معها صديقتها.

وبالفعل تواصلت مع المسؤولين عن الصفحة، وقامت بدفع تكلفة البئر، ليتم إرسال فيديو لها بعد أسبوع بالبئر الجديد الذي يحمل اسم والدها يصاحبه الدعاء والبكاء.

وكانت المفاجأة عندما قامت الاثنتان برفع الفيديو الخاص بهما على صفحتهما الشخصية، لتتفاجأ الصديقتان بأن البئرين هما ذاتهما بكافة التفاصيل والاختلاف في تغيير الرخام الخاص باسم المتوفي فقط، وأن الصفحتين تتبعنان نفس الشخص، والذي قام بالنصب عليهما.

مؤسسة «سقيا الماء» و«ابني مسجد»

لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها أو عملية نصب جديدة على المواطنين، بل تعد من أشهر وقائع النصب باسم الدين التي انتشرت على الساحة منذ سنوات.

وكان أقربها في عام 2022، عندما أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إغلاق مؤسسة «سقيا الماء للتنمية»، وإحالتها إلى النيابة العامة مع إيقاف نشاطها لمدة عام، بعدما تم رصد مخالفات مالية قدرت بنحو 21 مليون جنيه، تم جمعها من المتبرعين دون الحصول على تصريح موافقة من وزارة التضامن الاجتماعي، كذلك مؤسسة «ابني مسجد» لجمعها المال من خلال التصدي للجماهير دون علم وزارة التضامن أو موافقتها.

 

تم نسخ الرابط