الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

العاصفة دانيال تحول ليبيا إلى دولة منكوبة.. غرق مدن بأكملها والأوضاع خارج السيطرة (صور)

لعاصفة دانيال
لعاصفة دانيال

ليلة قاسية شهدتها مدن ليبيا، عقب تعرضها العاصفة دانيال القادمة من اليونان، والتي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية، وصلت إلى غرق مدن وقرى بأكملها، وسط ضعف الإمكانيات والكوادر البشرية المدربة على التعامل مع تلك الظروف، لاحقه غضب شعبي من تجاهل رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة للأمر، وسفره إلى العاصمة القطرية الدوحة.

العاصفة دانيال

ضربت العاصفة دانيال السواحل الليبية قادمة من اليونان، بسرعة رياح عالية جدا تقدر بنحو 80- 120 كم/ساعة، وحجم أمطار بلغ 50_250 ملم، بالإضافة إلى ارتفاع الأمواج لأكثر من 3- 4 أمتار. 
واجتاحت مياه الأمطار عدة مدن ليبية، ما تسببت في فيضانات وسيول وكانت قرية تاكنس الجبلية والبيضاء وشحات وبطه وبياضة في منطقة الجبل الأخضر إلى جانب مدينة درنة الأكثر تضررا من العاصفة. 
الأمر الذي دفع  السلطات الليبية، إلى فرض حظر التجوال وإعلان حالة الطوارئ القصوى في شرق ليبيا لمدة يومين، إلى جانب إغلاق مطارات ومرافق خدمية وتعليمية في البلاد.

العاصفة دانيال

خروج الأمور عن السيطرة

من جانبه أعلن عميد بلدية درنة شرق البلاد، أن الأمور في البلدية خرجت عن السيطرة ووصلت إلى الحد الأحمر، مشيرًا إلى غرق منطقة بطة بالكامل، ووقف حركة السير إخلاء كامل العائلات منها، بحسب وكالة الأنباء الليبية. 
فيما قال عميد بلدية البيضاء شرق ليبيا، في تصريحات لموقع "عين ليبيا"، إن المدينة وكافة مناطقها أصبحت محاطة السيول، معلنًا غرق منطقة بياض بالكامل وحمّل الحكومات في ليبيا المسؤولية كاملة. 
وأعلن مدير المركز الطبي في مدينة البيضاء الليبية، عبد الرحيم مازق، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"،  تسجيل 3 حالات وفاة جراء الفيضانات والسيول، مشيرًا إلى أن الوضع كارثي في المدينة. 
وقال مأزق، إن "المدينة منكوبة بكل المقاييس، هناك انهيارات بشكل غير متوقع والسيول تجرف عائلات ومبانٍ بالكامل. هناك بيوت أغرقت بالكامل بالأمطار. ومركز البيضاء الطبي المستشفى الوحيد في المدينة خرج عن الخدمة تماما وتم إخلاء جميع المرضى".
وتابع قائلا: "لم تتضح الصورة بعد، هناك عائلات عالقة لم نتمكن من الوصول إليها لإنقاذها أو تأكيد وفاتها... للأسف نتوقع أن تكون الخسائر البشرية كبيرة".

العاصفة دانيال

غرق مدن بأكملها

وبحسب موقع" هدف" الليبي، فقد أكد مدير المكتب الاعلامي الهلال الأحمر بمدينة المرج عبد الله الجبالي، استمرار تساقط الأمطار بقوة مما ينذر  بخطر غرق كافة أحياء المدينة. 
وأشار الجبالي، إلى إنقاذ الهلال الأحمر، لعائلة عالقة قادمة من مصر، لافتًا إلى أن ‏عدد الوفيات حتى اللحظة 3، 2 من منطقة البياضة وحالة من منطقة البطة. 
وتابع الجبالي قائلًا: "‏فقدنا اثنان من أفراد الهلال الأحمر الليبي، أثناء عملهم في إخلاء العائلات في الفيضانات بمنطقة البياضة"، بحسب موقع "هدف". 
وفي السياق نفسه، قال عميد بلدية سوسة وائل بوشغلية: "فقدنا الاتصال بأكثر من 50 عائلة ولم نتمكن من الوصول لهم لإنقاذهم نتيجة انقطاع الطرق بسيول مياه الأمطار الغزيرة". 
وأضاف بوشغيلة في تصريحات لبوابة" الوسط" الليبية:" الوضع  كارثي ويتطلب تدخل من الجميع لمساندة الأهالي، خصوصًا في مدينة سوسة، بعد سقوط العشرات من المباني فوق رؤوس سكانها". 
كما تابع قائلًا:" لا توجد أي غرفة للطوارئ للتواصل معها ونوجه نداءنا لفرق الإنقاذ للتواصل معنا لمساعدتنا في إجلاء العائلات العالقة من منازلها". 
من جانبه، أعلن رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، جميع البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول مناطق منكوبة، موجهًا كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول.

العاصفة دانيال

الجيش يتحرك

هذه الكارثة دفعت قوات الجيش الليبي، للتدخل على فور وفرض حالة الطوارىء القصوى، حيث أكد المتحدث باسمه أحمد المسماري، فقدان الاتصال بـ 7 جنود خلال عمليات الإنقاذ الجارية في المناطق التي ضربتها الفيضانات والسيول شرقي ليبيا.
بوقال المسماري في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "هناك تحديات كبيرة تقف أمامنا في عمليات الإنقاذ. الأمر صعب جدًا وخارج عن السيطرة في مدينتي البيضاء وشحات، نظرًا لارتفاع منسوب المياه وهطول الأمطار بشكل مستمر. لقد قطعت الأمطار الغزيرة والسيول كل الطرق والمواصلات، لكن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة".
وأوضح المسماري أن هناك 3 حالات وفاة مسجلة جراء الفيضانات في مدن شرق ليبيا حتى الآن، لكنه أشار إلى أن هناك عددًا من المفقودين حتى اللحظة لم يتم تحديد مصيرهم أو الوصول إلى أماكن وجودهم. 
وتابع قائلا: "بعد انتهاء العاصفة وهطول الأمطار وتحسن ظروف الجوية سيتم إدخال الطيران في عمليات البحث في المناطق الصحراوية والمناطق المحيطة بالجبل الأخضر، وجنوب بنغازي لتقديم المساعدة وخاصة للرعاة وأصحاب قطعان المواشي والإبل".

تم نسخ الرابط