رسام الشخصيات البدينة.. وفاة فرناندو بوتيرو عن عمر يناهز 91 عاما

توفي الفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو، صاحب المنحوتات واللوحات للشخصيات البدينة، والتي اكتسب شهرة عالمية بسببها، عن عمر يناهز 91 عاما. 

لم تنحصر أعمال الفنان الكولومبي فرناندو بوتيروا على الشخاص والحيوانات الضخمة فقط، ولكنه تناول أيضًا السياسة ومواضيع جدية أخرى. 

وأطلق  الرئيس غوستافو بيترو على فرناندو بوتيرو لقب "رسام تقاليدنا وعيوبنا، رسام فضائلنا."

 وقالت ابنة الفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو "لينا"، إن والدها الذي كان يعيش في موناكو، كان يعاني من التهاب رئوي. 

وأشادت وسائل الإعلام المحلية بالفنان فرناندو بوتيرو، باعتباره أعظم فنان كولومبي على الإطلاق، كما أعلنت مدينته ميديلين الحداد لمدة أسبوع. 

من هو فرناند بوتيرو

ولد فرناندو بوتيرو عام 1932، وهو إبن بائع متجول، وسافر في العشرينيات من عمره إلى أوروبا حيث اكتشف الفن الكلاسيكي قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة عام 1960.

وقال فرناندو بوتيرو، إنه اكتشف في أواخر الخمسينيات بعدًا جديدًا كان أكثر ضخامة، وأكثر إسرافًا، وأكثر تطرفًا، وبالغ في حجم موضوعاته، أحيانًا للتأثير الكوميدي أو للمحاكاة الساخرة.

ومن أشهر الأمثلة الساخرة للفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو نسخته من لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينشي ذات الوجه المنتفخ. 

فنه عبارة عن فن بوتيريسكيو

وفي إحدى اللقاءات قال فرناندو بوتيرو، إنه يمكن أن يتخذ إبرة رفيعة كموضوع له، ولكن على القماش أو البرونز سيتم تحويلها إلى شيء أكبر بعشرة أضعاف، شئ قد يكون منتفخا من الجوانب.

حتى إن ابنته طلبت منه مرة أن يرسم لها لوحة حيوان لأداء واجبها المدرسي، فقد قال فرناندو بوتيرو، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2008، إنه وافق على طلب ابنته قائلا: “بدأت في توخي الحذر الشديد، وحاولت أن أكون حذرًا للغاية في التعامل مع الحصان، ثم فجأة بدأ الأمر يشبه البوتريسكي، فوجدت ابنتي تقول لا، بابا، لا، لا بابا، أنت تفسد الأمر برمته”.

وأضاف فرناندو بوتيرو،: "كما ترون بالفعل فإن عقلي مشوه تمامًا، ولا أستطيع أن أفعل ذلك، فأي شيء أفعله هو فن بوتيريسكي"، فغالبًا ما سخر النقاد من الحجم المبالغ فيه لموضوعاته. 

وأشار فرناندو بوتيرو لصحيفة إلموندو الإسبانية في عام 2014 إلى أنه أذا رسم كلب أو حصان أو حتى شخص فإنه سينفذ فكرته تلك بفكرة الحجم الضخم، فهو لا يقوم برسم النساء البدينات ولكنه يقوم برسم المجلدات. 

رسوماته المثيرة للجدل

تظهر بعض أعمال فرناندو بوتيرو الأكثر كآبة مقاتلي حرب العصابات الكولومبيين والزلازل.

وواجه فرناند بوتيرو انتقادات كثيرة بسبب لوحته التي تصور وفاة زعيم عصابة المخدرات الشهير بابلو إسكوبار، الذي قتلته الشرطة بالرصاص في ميديلين عام 1993. 

وأظهر فرناندو بوتيرو في الأصل زعيم عصابة المخدرات الشهير بابلو إسكوبار وهو يتفادى الرصاص في عرض بطولي للتحدي، لكنه استسلم لاحقًا للضغط، وأنتج صورة لزعيم المخدرات الميت.

كما أثار فرناندو بوتيرو ضجة كبيرة بصوره الضخمة التي تظهر تعذيب الجيش الأمريكي للسجناء في سجن أبو غريب بالعراق، وتم عرضها في مكان قريب من البيت الأبيض للرئيس جورج دبليو بوش في واشنطن. 

كان لدى فرناندو بوتيرو استوديوهات في باريس ونيويورك والمكسيك وكولومبيا وإيطاليا، ووفقًا لدار سوثبي للمزادات، تباع أي من أعماله بأكثر من مليوني دولار.