الخميس 22 أغسطس 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

رحلة في منطقة ومسجد السيدة عائشة عروس آل البيت

مسجد السيدة عائشة
مسجد السيدة عائشة

السيدة عائشة النبوية.. ضمن شياخة الأباجية التابعة لحي وقسم الخليفة بالقاهرة، والمطلة على القلعة، نجد مسجد السيدة عائشة والتي أطلق على المنطقة المحيطة به والسوق الشعبي الشهير اسم السيدة عائشة نسبة لهذا المسجد الذي يضم مقامًا لها.

وتعرف تاريخيًا الأباجية بالقرافة الصغرى، حيث كان بالقاهرة قرافتان مجاورتان؛ فإلى جانب الصغرى هناك القرافة الكبرى في الفسطاط.

وسميت القرافة الصغرى بهذا الاسم بدلًا من المقابر  نسبة إلى أول من دفن بها والذي ينسب إلى قبيلة يمنية عاشت بمصر بعد الفتح يُقال لها بنو قرافة.
 

ويظن الكثير أن السيدة عائشة بالمسجد هي أم المؤمنين زوج الرسول صلى الله عليه وسلم: ما دفع بعض الشيعة الكارهين لها لأن يقرنوا اسمها كما يظنون على المسجد بخرائط جوجل بلفظ قبيح.

 

ونجحت حملة مباركة من شباب مسلم طيب من إزالته من جوجل العام الماضي، ولكن هذا ظن فاسد فالسيدة عائشة بالمسجد هي عائشة النبوية – تمييزًا لها عن أم المؤمنين - من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي ابنة الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنهم، وليست السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.


ولدت السيدة عائشة النبوية وتربت في بيت والدها الإمام جعفر الصادق في الكوفة، وكانت ملازمة لأبيها فأخذت عنه صفاته وعلمه، فأضحت من أفقه وأزهد نساء زمانها، حيث شاركته جلساته السياسية والأدبية على صغر عمرها، ويقال إن والدها رفض تولي الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية.

 

وانتقلت للعيش في مصر  في عام ١٤٥ هجريًا بعهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور بعد واقعة تدعى فج بين مكة والمدينة، ومكثت السيدة عائشة في مصر 10 شهور فقط وتوفيت في عام قدومها  عن عمر ناهز 22 عامًا قبل أن تتزوج وتنجب، لذلك عُرفت لدى المصريين الذين أحبوها بشدة  بـ"عروس آل البيت".

 

ودفنت في منزلها الذي كانت تستقبل به زوارها، ووضع المصريون في مقامها طرحة عروس بيضاء وتاج، وعُرف عن مكان مدفنها البركة بتيسير الزواج وزيارة البيت الحرام، وورد في كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، لعالمة الآثار الإسلامية الدكتورة سعاد ماهر: " كانت السيدة عائشة من العابدات القانتات المجاهدات".
 

ويُؤْثر عنها رواية لم أقف على صحتها أو مصدرها الأصلي، ولا أظنها صحيحة النسبة إليها ، وهي أنها كانت تقول مخاطبة الله عز وجل: "وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذنَّ توحيدي بيدي وأطوف به علي أهل النار وأقول 'وحَّدته فعذبني". 
 

يذكر المؤرخ أبو الحسن السخاوي  في كتابه "تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات"، أن السيدة عائشة دفنت بمصر، وأنه عاين بنفسه قبرها في مقبرة قديمة، كُتب على بابها فوق لوحة رخامية: "هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق ابن الإمام محمد باقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ". 
 

وكان ضريح السيدة عائشة في البداية صغيرًا وبسيطًا، عبارة عن غرفة مربعة فوقها قبة صغيرة، واهتم به الأيوبيون فأنشؤوا بجوار الضريح كتّابا أو مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ثم تم إنشاء مسجد صغير للصلاة هُدم في عام 1762، حتى قام عبد الرحمن كتخدا- (الأمير عبد الرحمن بن حسن جاويش القازدغلي " كتخدا مصر أي محافظ مصر"، واشتهر باسم عبد الرحمن كتخدا ، كان من أمراء المماليك في عصر علي بك الكبير، وقد عين كتخدا بعد أن تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح مسئولا عن الجيش) – في العام نفسه ببناء مسجد كبير هو المسجد الأصلي للسيدة عائشة، وعند بناء سور القاهرة على يد صلاح الدين الأيوبي الذي أراد ضم عواصم مصر الإسلامية الأربع (الفسطاط  والعسكر والقطائع والقاهرة) بسور واحد حتى يحصن البلاد من هجمات الصليبين، تم الفصل بين المدرسة والضريح.

 

وتم بناء باب في السور سمي بباب السيدة عائشة أو باب القرافة الذي هُدم عند بناء كوبري السيدة عائشة، وهًدم مسجد كتخدا حتى تمكنت السيدة فايدة كامل عضو البرلمان عن دائرة الخليفة عام ١٩٧١ من المساهمة الفعالة حتى تم بناؤه من جديد بصورته الحالية، والتي وضعت على وجه عملة ربع الجنيه الورقي الذي كان منتشرًا لفترات طويلة.

 

وفي عام 2022، أعلنت وزارة الأوقاف  تطوير مسجد السيدة عائشة ضمن خطة تطوير "مساجد آل البيت" في مختلف محافظات البلاد.

IMG-20230916-WA0022
IMG-20230916-WA0022
IMG-20230916-WA0021
IMG-20230916-WA0021
IMG-20230916-WA0023
IMG-20230916-WA0023
IMG-20230916-WA0024
IMG-20230916-WA0024
IMG-20230916-WA0025
IMG-20230916-WA0025
تم نسخ الرابط