السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

"تخدير حتى الموت".. كيف تحولت الصداقة لفخ سقط فيه "طبيب الساحل"؟

طبيب الساحل
طبيب الساحل

"عايزاك تيجي تصالحنا".. بتلك الكلمات استدرجت المتهمة الثانية "إيمان. م- محامية"، المجني عليه "أسامة" الشهير بطبيب الساحل، إلى عيادة المتهم الرئيسي، وقدمت له مشروبه الأخير، والذي دست به مخدرً قويًا أرشدها إليه المتهم الأول، في سبيل إنهاء حياة المجني عليه والذي انتهى به المطاف في حفرة داخل العيادة، جثة هامدة. 

"بالمصري" تتبع في السطور التالية قصة اغتيال طبيب الساحل على يد صديقه..

وفاء قتل صاحبه

علاقة صداقة قوية جمعت المتهم الأول "أحمد شحته" الطبيبِ بمستشفَى معهدِ ناصرٍ، بزميله في المستشفى ذاتها أسامة توفيق، تطورت مع الوقت وبدأ المجني عليه يروى الكثير من تفاصيل حياته للأول، دون أن يدري أن عفويته ستقود إلى مصرعه.

المجني عليه أبلغ صديقه بحسن نية، عن ادخاره مبلغًا ماليًا كبيرًا من العملات الأجنبية إضافة إلى مبالغ أخرى في حساباته البنكية، ونظرًا للضائقة المالية التي يمر بها "شحتة"، قرر استغلال علاقته بالمحامية، والتي يعرف تفاصيلها المجني عليه، لاستدراجه.

طبيب ومحامية وعامل

تفاصيل الجريمة اختمرت في عقل المتهم الأول وتشارك فيها مع المتهمة الثانية "إيمان. ا- محامية"، وقرر لاحقًا، الاستعانة بعامل، واجتمع الثلاثة في مايو الماضي، واتفقا على تنفيذ خطة استدراج المتهم وتخديره ومساومته على أمواله.

المحامية نجحت في استدراج المجني عليه، إلى عيادة الساحل، وهناك تعرض لـ3 عمليات تخدير متتالية مع تركه ليومين دون طعام أو شراب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ويقرر المتهمون دفنه في حفرة أعدها المتهم الأول داخل عيادته الخاصة بمنطقة الساحل.

المتهمة: "طلب مني تقطيع الجثة.. لكني رفضت"

أدلت المتهمة "إيمان" باعترافات تفصيلية أمام النيابة، مؤكدًة أن المتهم الأول طل منها استدراج المجني عليه إلى عيادته بحجة التدخل لإنهاء خلاف بينهما، وأحضر لها مُخدرًا لدسه في المشروب وتخديره.

وأكدتها أنها بعد تخدير المجني عليه، مرت ساعات قبل أن يستعيد وعيه مرة أخرى، إلا أن المتهم الأول أعاد تخديره ليلفظ “طبيب الساحل” أنفاسه الأخيرة، بعد إصابته بهبوط حاد إثر تكرار عملية التخدير مع تركه ليومين دون طعام.

وأضافت أنه في الوقت ذاته، كان العامل (المتهم الثالث)، قد أعد حفرة بعمق 2 متر داخل العيادة، مؤكدًة أن المتهم الأول اقترح تقطيع الجثمان لإخفاء معالم الجريمة إلا أنها رفضت، وقاموا بدفنه داخل الحفرة وقرروا الاختفاء عن الأنظار لمدة أسبوع.

اكتشاف الجريمة

تغيب أسامة توفيق "طبيب الساحل"، عن منزله ومقر عمله لأكثر من 8 أيام كاملة، تلقت خلالها أجهزة الأمن عدة بلاغات بتغيبه وتحديدًا في 12 يونيو الجارِي، أشارت إلى أنه كان متوجّهًا لعملِهِ وأغلقَ هاتفَهُ واختفَى أثرُهُ.

تمكنت الشرطة باستخدامِ التقنيات الحديثة من تحديد آخرِ زمانٍ ومكانٍ تواجدَ بهما، حيثُ كانَ بِرُفقةِ صديقِهِ المتهمِ الأول، فانتقلتِ الشرطةُ لمقر عيادة الأخير بدائرةِ القسم، فتبينت وجودَ آثارِ ترميمات وحفر حديث وأجولة تحوِي مخلفات الحفر، فضلًا عن انبعاث رائحة كريهة منَ العيادة، فاشتبهتْ لذلكَ في وجودِ جثمانٍ مدفونٍ بها، فأخطرتِ النيابةَ العامةَ التي باشرتْ تحقيقاتِها على الفورِ.

كاميرات المراقبة تكشف هوية المتهمين

تحريات أجهزة الأمن بالقاهرة نجحت في تتبع تحركات المجني عليه من خلال تفريغ كاميرات المراقبة، لترصد وصوله في  يونيو الجاري، إلى عيادة المتهم الأول واختفاء أصره بعدها، وبتتبع تحركات المتهم الأول تبين تورطه في ارتكاب الواقعة.

وبتقنين الإجراءات وضبطه، اعترف بارتكاب الواقعة بالتعاون مع المتهمة الثانية وعامل بالعيادة، وأمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات.

تم نسخ الرابط