الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

لا تجزع بحجة أن الباقي من عمرك أصبح قليلًا،
فقد بدأت حياتك الصحيحة ولو عشتها لحظات.
ولا تحزن لأنك بددت كثيرًا من الوقت فيما لا يفيد، فإن صناعة شمعة تنير ظلاما في ليل حياتك قد يستغرق وقتا يطول ولكنه في النهاية لا بد من أن تصنعها.
ولا تجزع لأنك فقدت العزيز والغالي، فقد تكون الذكرى أفضل وأطول الأوقات التي تعيدك إليهم.

بعد الستين لديك رصيد هائل من المعرفة والخبرة، فثمرة حياتك نضجت وتعطرت بها الدنيا فاتركها تبوح وتنتشر.
ولديك معرفة بجوهر الأشياء وحقيقة الناس، ولن تهتم بعد ذلك بالوفرة والعدد بل بما ينفع حياتك.
ولديك معرفة بعد الستين بقيمة كل ما هو طيب وجميل، ولن تفرط فيه أبدا بل ستحضنه بكافة حواسك، ومشاعرك حتى لا يضيع مرة أخرى.
ولديك أيضًا ملكة استدعاء الذكريات التي تطابقها على كافة مفردات حياتك المتبقية ولن تحيد عن الصواب غالبا.
ولديك بعد الستين حب وقلب يعيش مع شهد وعسل مصفى من رحيق العمر الفائت.
وبعد الستين غالبا لن تصادق غادرًا ولن تخاصم فاجرًا ولن تصاهر خائنًا.
ستكره الكذب لأنه لا يهمك، وستصاحب الجمال لأنه الرفيق الجديد الدائم.
ستكره النفاق لأنه ليس مشروعك فما بقي للحياة قليل، وستغضب من كل خائن وتصدع نحوه بكلمة حق لكي يتوب.
وسوف تلعن كل من هجر الإنسانية وكل من انشغل بالدنيا وتقول لهم إن الدنيا لا تستحق، سوف تملأ الدنيا سماحة ومحبة لو فهمت مغزى رحلتك،
وسوف تستمتع بمال قليل وولد جميل وابنة تمسح دموعك في ليل الفراق.
حتى مرضك ووجعك سوف يجعله الله في ميزان حسناتك، الدنيا كلها ستتحول لو أردت إلى كنز تأخذ منه ما يفيدك حتى الوداع. 
وفى الوداع الأخير فإن الجائزة الكبرى في انتظارك وهي لقاء ربك، فهل هناك أجمل وأبقى من لقاء ربك؟ 
بعد الستين ستبدأ الحياة.
 

تم نسخ الرابط