تساءلت كثيراً كيف لي أن أهزم دموعي أمام كل موقف يمر بحياتي؟.. لما أتظاهر دائما بالقوة وبداخلي بركان من الغضب والحزن؟..
الإجابة وجدتها في كلمات بسيطة ولكنها في الحقيقة أكثر تعقيداً وهي أن "البكاء ضعف" فلم تتشكل هذه الكلمات من تجربة واحدة ولكن حينما ظهرت الدموع أمام أحدهم شعر بالقوة وأنه انتصر وهو لا يعلم أن الأمر ليس بهين.. عند تدارك الأحداث وجدت أن استحضار القوة ووقوفك صلبا يجعل الذي جرحك في موقف لا يحسد عليه، فلم يجد لجرحه لك إلا بعض الكلمات التي تعكس ما يحدث بداخلك بكل ثبات....
بكثير من التفكير أيقنت أن هذه القوة التي تخفي كثيرا من الألم، هي في مكانها الصحيح؛ لأن الذي تسبب لك في هذا الجرح لا يستحق أن يرى دموعك.
فإن كانت مكانتك كبيرة ويعرف قدرك لم يكن ليسبب جرحك من البداية.
ستكون وحدك لتعاتب نفسك علي فعلتك، ستحتاج إلى صرخة كبيرة تجعل قلبك ينبض بشكل صحيح، تحتاج إلي كثير من العتاب، تحتاج أن تتنفس وينشق صدرك لتخرج كل مشاعرك الخفية.
ولكن سرعان ما تكتشف أن هذه المشاعر أيضاً ليست حقيقية فإن كانت واقعية ما وصل الأمر لهذا السوء.
أوقات عصيبة بالفعل تجعلك أقوى ومع مرور الوقت أفضل وأهدى.. تجعلك تحسن اختيار كل من يحاول اقتحام حياتك.
فيما بعد ستتحكم في نفسك وفي دموعك، وحتى دقات قلبك، وأخيراً ستجمع كل قواك التي اجبرتك الحياة على أن تكون عليها في مواجهة كل من يخدعك، ويكون سببا في جرحك، أجهدك، أحزنك، أجبرك على إخفاء مشاعرك لتتظاهر بما يسمى القوة.
فحينما أكون وحيدة أتنفس عندما تنهمر دموعي أشعر بحرية وطاقة كبيرة بداخلي، وهنا أكتشف أن البكاء ليس ضعفا، ولكن الضعف أن يراه من جرحك، واستباح كسرك.
الدموع نعمة كبيرة تخرج مشاعرا من الضروري التخلص منها.
كن قويا وعبر عن مشاعرك، أترك دموعك تظهر بكل قوة ولكن في الوقت المناسب ومع من يستحق.