السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف

كلمة الرئيس السيسي
كلمة الرئيس السيسي في الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي جاءت بتنسيق وزارة الأوقاف مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية.

كلمة الرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف

وخلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ألقى الرئيس السيسي كلمة، والتي جاء نصها على النحو التالي.

الرئيس عبد الفتاح السيسي 

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي 

" بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيب..

العلماء والأئمة الأجلاء.. السيدات والسادة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في البداية أنَّ أتوجه بخالص التهنئة، لشعب مصر العظيم ولجميع الشعوب العربية والإسلامية.. بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم داعيا الله عز وجل أن يعيد هذه الذكرى المباركة بالخير والسلام على مصر والإنسانية بأسرها.

السيدات والسادة..

إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها نرى كيف تعمل أقدار الله وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم يرعونه بالعمل والإحسان حتى يأتي نصر الله القريب، للمخلصين من عباده.

إن في سيرة حياة نبي الرحمة والهدى قيمًا مجردة عابرة للزمان والمكان، لعل من بينها الثبات على الحق وعلى الإيمان خاصة في الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تعـين على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة تعرض لها النبي الكريم، وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات في وجه تلك العواصف الهوجاء عظيمًا وشامخًا، بإيمان لا يتزعزع في نصرة الله، وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقًا.

الحضور الكريم..

يأتي احتفالنا هذا العام بالمولد النبوي المبارك بينما يمر العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان، ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة، فما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا، وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر، الناجمة عن توقف عمليـة الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية، تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة، مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، أملًا في احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة.

والحق أقول لكم، إن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة في الظروف العادية، باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى.. والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري وأن الثماني سنوات الأخيرة من العمل التنموي المكثف، غير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته، قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومي بما يدفعنا إلى اليقين.. بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما في الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ في ذات الوقت على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين.

السيدات والسادة..

إن مسيرة حياة النبي الكريم تؤكد لكل ذي بصيرة أنَّ العسر يصاحبه اليسر، وأن الله مع الصابرين، الذين يعملون صالحًا ابتغاء مرضات الله وتحقيق مصالح الناس وإننا إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام نثق في الله سبحانه وتعالى وفي قدرة شعبنا الصامد الأبي على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة.. وصنع المستقبل المزدهر الآمن.

أشكركم.. وكل عام وأنتم بخير، ومصرنا والأمة الإسلامية، والإنسانية كافة في خير وأمان ورخاء.

قبل ما اختم كلمتي بالسلام عليكم، إحنا كنا إمبارح موجودين في إسماعيلية في احتفال تكريم شباب الجامعات، والحقيقة الاحتفال دا رغم بساطته لكن الحشد اللي تم فيه، استدعى حاجة في نفسي غريبة جدا، بتقول.. بأة فيه أمة يكون شبابها بالحجم دا ويبقى عندها قلق على بكرا، صحيح.. فيه أمة يكون شبابها بسم الله ما شاء الله بالعدد دا والحجم دا والقدرة دي تبقى قلقانة من بكرا، دا بكرا دا بتاعهم هم، وهم قادرين بثقة الله سبحانه وتعالى على أنهم يحموا أقدار هذه الأمة من أي شر أو مكروه، فالحقيقة كنت لازم أسجل دا عشان ملحقتش أقوله امبارح، دا إحساس تولد في حينه، أنا بقول كدا للناس في مصر، عشان الفترة اللي إحنا فيها دي فيها الكثير من البهتان والإفك والإثم والشرور والكلام اللي لا يليق، واسمحولي إني أقولكم يعني، كل الناس اللي بتتكلم بالطريقة دي، مفيش أمم أبدا فاقت إلا على الصدق والعمل والأمانة، لا على الافتراء والكذب والهذي، أحسنتَ فضيلة الإمام في كلمتك الشاملة الطيبة العميقة، مفيش أمة في العالم بتطلع أدام أبدا من غير متاخد أسباب الدنيا، ولكن يحرصها مسار أخلاقي عميق، ولو اتخلت عنه لا يمكن اللي بيتخذوا منهج الأشرار، وأنا بقول أشرار لأني أنأى بنفسي عن دا، مفيش أمة هتطلع أدام وفيه أشرار، أو إنهم ممكن ينجحوا أبدا من غير سبيل المصلحين، الهدم والخراب والتدمير والتشكيك والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والانهيار والكذب، لا يمكن لأنها ليست سنن الله، فأنا بقول كدا ليكم وأنتم دعاة بتتحدثوا إلى الناس في المنابر، أنا بكرر الكلام دا ليكم، المنهج اللي احنا ماشيين بيه، بنحاول إنو يكون منهج مستقيم وأمين ومخلص لله، وشريف في هذا المسار، معنديش شك رغم كل الظروف الصعبة اللي بنمر بيها، إن ربنا سبحانه وتعالى هيسدد الخطى، ولازم يكون عندنا ثقة في الله سبحانه وتعالى، وفي المسار اللي احنا ماشيين بيه، مهما كانت الظروف الصعبة، لكن أنا بقول تاني، مش هقولكم اطمنوا بينا ولا بالحكومة، هقولكم اطمنوا بالله سبحانه وتعالى، مش عاوز أطيل عليكم، كل عام وأنتم طيبين، وإن شاء الله مصر تبقى بخير وسلام وأمان بفضل الله سبحانه وتعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

تم نسخ الرابط