السبت 24 أغسطس 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

منها سماعه لأهل القبور.. معجزات النبي (ص) في مولده الشريف

معجزات النبي محمد
معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم

تعددت معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي لا زالت محفوظة في أذهان المسلمين، ويحبون سماعها دائمًا، مستلذين بعظمة خالقهم وبارئهم، لتظل برهانًا قويًا على صدق النبوة، وعلى قدرة صنع الله عز وجل.

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

ونرصد لكم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، التي تنذهل منها العقول، متعجبة من تلك المعجزات الخالدة، وإليكم التفاصيل فيما يأتي:

معجزة القرآن الكريم

يحوي القرآن الكريم على الكثير من العطات والعبر والدروس المستفادة، التي تجعل العقل يتعجب من تلك الكلمات التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء، لقول الله تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ"، وقال سبحانه: "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، ويتميز القرآن الكريم عن باقي الكتب السماوية، بأنه خالد وباقي إلى يوم القيامة، فكل شيء ينتهي أثره بمرور الزمن، ما عدا القرآن الكريم الذي يتضمن الإعجاز التشريعي والعلمي والبلاغي، لقول الله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَٰفِظُونَ".

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم 

رحلة الإسراء والمعراج

تعتبر معجزة الإسراء والمعراج من أكبر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرآن الكريم، حينما عُرِج إلى السماء بجسده وروحه في حالة الصحوة، وأُسري من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لقول الله تعالى، ثم ذهب إلى السماء السابعة وما فوقها إلى سدرة المنتهى عند جنة المأوى، ليطلع عليها ويكلمه الله عز وجل، وفرض عليه وعلى أمته 5 صلوات في اليوم والليلة، ورأى الملائكة والنار، وسيدنا جبريل بهيئته الحقيقية مرأى العين، ثم نزل إلى المسجد الأقصى، ليصلي إمامًا بالأنبياء صلوات الله عليهم، ثم رجع إلى مكة المكرمة قبل مطلع الفجر، لقوله تعالى : " سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ "، وقوله تعالى: "أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى".

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم 

معجزة انشقاق القمر

أتى الله عز وجل بمعجزة انشقاق القمر، وكانت قبل الهجرة النبوية، حينما طلب الكفار من النبي أن يشق لهم القمر، متعهدين بالإيمان في حالة انشقاقه، فحينما جاءت ليلة 14 من الشهر، كان القمر في أبهى صوره وأتم شكله، ليشقه الله عز وجل إلى نصفين، ورأى الصحابة جبل حراء من بين شقي القمر، ثم اكتمل بعد ذلك، لقوله عز وجل: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ*وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ* حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ".

نبع الماء من بين أصابعه الشريفة

في يوم من أيام غزوة الحديبية، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمه في البئر، فكثرت المياه، وتكررت تلك الحادثة مرة أخرى حينما وضع يده في إناء الماء، لما رُوِيَ عن جابر بن عبد الله.

وروى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: (عَطِشَ النّاس يَومَ الحُدَيْبِيَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ منها، ثُمَّ أقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ؟ قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: ليسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ به ولَا نَشْرَبُ، إلَّا ما في رَكْوَتِكَ، قالَ: فَوَضَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ في الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِن بَيْنِ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ، قالَ: فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا فَقُلتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَومَئذٍ؟ قالَ: لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً).

معجزات الرسول

ومن ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المدينة ومعه عامر بن فهيرة، وعبد الله بن أريقط، فمرّوا على خيمة أمِّ معبد الخزاعية، فنظر رسول الله إلى الشاة وسألها عنها، فأخبرته أنّها هزيلةٌ ومُتعبة، لِذا لم تستطع اللّحاق بالقطيع، فسألها إن كان بها لبن، فأجابت بالنّفي، فاستأذن رسول الله منها أن يحلبها، فأجابت طلبه، وقالت: "إن رأيت فيها حليبًا فاحلبها، فمسح رسول الله بيده على ضِرعها، وسمّى الله ودعا لها، فتدفّق اللّبن منها، فطلب إناءً يكفي القوم، وبدأ يحلب فيه، حتى نزل اللبن سريعاً وتكوّن على وجهه الرّغوة"، ثم شربت أمُّ معبد، وشرب الصحابة حتى ارتووا، وشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدهم، وجلس ليستريح، ثمّ قام فحلبها مرةً ثانية لأمِّ معبد، فلمّا رأت ذلك أسلمت وبايعت رسول الله، ثمّ بعد قليل جاء زوجها ومعه القطيع.

تكلّم الجمادات والحيوانات

أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه منذ ما أُوحي إليه بالرسالة، فما مرّ بشجرٍ ولا حجرٍ إلاّ قال له: "السلام عليك يا رسول الله"، فقد كانت الأشجار تسلّم عليه وتطيعه وتشهد له برساله، وكذا لمّا كان يدخل بين بطون الأودية وشعب الجبال، كانت تسلّم عليه فيردّ عليها السلام.

علم النبي بأمور تقع بالمستقبل

يعتبر علم الغيب من الأمور الغيبية التي أخفاها الله عز وجل عن جميع مخلوقاته، وتعد من إحدى المعجزات التي أيدها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم تأييداً لصدق نبوته، فقد قال تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ)، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمور غيبية عديدة كُل واحدة منهم معجزة في حد ذاتها، ومنها تنبوئه صلى الله عليه وسلم بغلب الروم وهزيمة الفرس بعد بضع سنين، وغيرها من الأمور الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته

سماع النبي لأهل القبور

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى أهل القبور، فقد روى لنا أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: "بينما الرسول محمد وبلال يمشيان بالبقيع، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا بلال، تسمع ما أسمع، قال: لا والله ما أسمعه، فقال النبي: ألا تسمع أهل القبور يُعذبون".

حنين جذع النخلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

في يوم من الأيام، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس مستندًا على جذع النخلة، فحينما صنع الصحابة منبرًا لرسول الله وترك الجذع، ووقف فوق المنبر يخطب في الناس، فسمع الصحابة بصوت يشبه صوت الناقة، فحينها علم النبي أن الجذع يبكي ألمًا وحزنًا على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسكن أو يستريح حتى وضع النبي يده الشريفة عليه.

شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم

إن من أهم المعجزات التي يتميز بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، معجزة شقّ الصدر التي جرت حقيقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذو الخامسة من عمره، حينما كان عند مرضعته حليمة السعدية في البادية، فحينما كان يلعب مع أصدقائه، جاءه جبريلٌ عليه السلام وشقَّ صدره الشريف وأخرج قلبه ليزيل منه علقة سوداء وهي حظُّ الشيطان منه، ليبقى أثر ذلك الشقّ على صدر الرسول -صلى الله عليه وسلم، لما رُوِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ).

تم نسخ الرابط