في أول زيارة له بالواحة.. رئيس الوزراء يؤكد: «سيوة تستطيع جذب مليون سائح سنويا نظرا لطبيعة المكان الخلابة»
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، عددا من كبار المشايخ والعواقل وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمطروح، بمقر القرية الأولمبية، حيث استقبلوه لدى وصوله إلى المقر، مع عدد من أطفال سيوة، بالزي التقليدي للواحة، وقدّم الأطفال لرئيس الوزراء باقة ورد وتمور، ترحيبا بقدومه، وأدوا أغنيات من الفلكلور الشعبي.
رئيس الوزراء في أول زيارة له بواحة سيوة
وخلال اللقاء، رحب اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، والحضور، برئيس الوزراء والوزراء المشاركين في اللقاء، وطلبوا إيصال رسالة شكر وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، للمجهودات التي تمت لحل مشكلات واجهتها الواحة، خاصة معالجة مشكلة الصرف الزراعي الزائد.
توجيهات رئاسية بتطوير واحة سيوة
أعرب رئيس الوزراء عن سعادته الكبيرة بالزيارة المهمة، قائلًا: «نرتب لهذه الزيارة مع المحافظ والوزراء المعنيين منذ فترة، وهذا يؤكد حرصنا على زيارة هذا المكان الرائع، في البداية، دعوني أنقل إليكم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكل أهالي سيوة، حيث يُولي الرئيس أهمية قصوى لتطوير الواحة وتحقيق مطالب أهلها، خاصة أنّه يعرف جيدًا طبيعة هذه البقعة من أرض مصر، منذ أن كان يخدم في المنطقة الغربية».
وأكد مدبولي، أنّ الحكومة بدأت تنفيذ تكليفات الرئيس بتطوير الواحة، بعد طلب الأهالي تطويرها وحل مشكلة مياه الصرف الزراعي، وبالفعل بدأنا تنفيذ مشروع الصرف الزراعي المُهم للغاية، مُشيرًا إلى أنّ هذه هي بداية العمل، على أن تكون هناك مراحل تالية لاستكمال ما بدأناه.
الواحة تستطيع استقبال مليون سائح سنويا لطبيعة المكان الخلابة
وتابع رئيس الوزراء: «زرت اليوم مدينة شالي القديمة، وأقول لكم بمنتهى الأمانة أنّه يمكنكم استقبال -على الأقل- مليون سائح في السنة، نظرًا لجمال هذا المكان وطبيعته الخلابة».
أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنّ تحقيق ذلك يتطلب تنفيذ تصور كامل لتطوير الواحة، ومن ناحيتي كلفتُ بدهان جميع واجهات المباني لتكون على نسق واحد على غرار المباني القديمة، بما يتسق مع هوية الواحة.
إقامة فنادق بيئية تلائم طبيعة الواحة
وأكد رئيس الوزراء، أنّه سيتم تطوير الطرق في سيوة، من خلال الإنترلوك الحجري الذي يلائم طبيعة الواحة، كما تحتاج الواحة إلى إقامة فنادق بيئية على غرار عدد من الفنادق المُقامة هنا بالفعل؛ ما يساعد على جذب المزيد من السائحين بصورة كبيرة، وهنا نستطيع القول إنّ هذا سيوفر فرص عمل لأهل الواحة، إذ يمكن إقامة الأنشطة المعتادة لخدمة الزوّار.
تشغيل المطار وتسيير الرحلات بشكل منتظم في حالة زيادة أعداد الزوار
وأضاف: «مستمرون في تطوير الطريق الرابط بين مطروح وسيوة، وفي حالة شهدنا زيادة في أعداد زوار الواحة يمكن تشغيل المطار وتسيير الرحلات بشكل منتظم»، مؤكدًا أن هذه الواحة تتمتع بفرص واعدة لجذب ملايين السائحين، وأنا أقول ذلك من واقع خبرتي كرجل تخطيط عمراني.
توجيهات بصياغة تصور كامل لتطوير الواحة مع تخصيص أي مبالغ مطلوبة لتنفيذه
وكلف الدكتور مصطفى مدبولي، محافظ مطروح، بصياغة تصور كامل لتطوير الواحة، قائلًا: «نحن جاهزون لتخصيص أي مبالغ لتنفيذ هذا التصور، وكذلك مستعدون لبحث أي مطالب تقدم إلينا فيما يخص أعمال التطوير».
أشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في حديثه، إلى أنّ مشكلة مياه الصرف الزراعي الزائد عانت منها واحة سيوة لنحو 30 سنة، لافتاً إلى أنّه عندما كان مسؤولا عن التخطيط العمراني في عام 2006، أي منذ أكثر من 15 عاما، كان يتم طرح هذا المشروع على أنّه يساهم في إنقاذ الواحة، والحمد لله، مع توافر الإرادة السياسية، والعمل الجاد، تم إيجاد حل للمشكلة.
ولفت مدبولي إلى أنّ الدولة عازمة على التصدي للمشكلات وعدم تأجيلها لتفاقم آثارها، معتبرا أنّ مشروع معالجة مشكلة الصرف الزراعي بسيوة تكلف كثيرا وهناك حرص على استكماله سريعا، لكونه يفيد الواحة ويدعم خطط نموها وتنميتها، مشددا على أنّ الدولة في هذه المرحلة تتخذ البديل الأصعب وهو مواجهة المشكلة رغم التكلفة، فما يتم تنفيذه في كل بقعة من مصر يمثل تحديا وستجني الأجيال القادمة ثماره.
وأدار رئيس الوزراء، حوارا مع الحضور، الذين أعربوا عن سعادتهم بهذه الزيارة، وتقديرهم لقدومها في ظروف طقس صعبة، كما أكدوا الاستعداد التام للتعاون من جانب جميع أهالي سيوة بما يدفع جهود وخطط تنفيذ المشروعات التنموية المختلفة، والتي تسهم في تطوير الخدمات المقدمة للأهالي بالواحة.
كما أشادوا بمختلف المشروعات الخدمية والتنموية التي تشهدها محافظة مطروح بوجه عام، في عدة مجالات، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي اعتبروها جراحة عاجلة للمحافظة تعويضا عن عقود عدم النظر الى مطالب الواحة. عرب الحضور عن أملهم في تشكيل لجنة تضم جميع الجهات المعنية وممثلين عن واحة سيوة، للوصول لتصور متكامل لتطوير الواحة في إطار من الحفاظ على طابعها التراثي والحضاري والبيئي، وبما يدفع حركة السياحة بها.
كما طلبوا تدعيم النشاط السياحي بالواحة باعتبارها نقطة جذب للسائحين والزوار، حيث عرض الشيخ بلال أحمد، أحد كبار مشايخ واحة سيوة، وأبدى استعداده لإقامة منتجع سياحي متكامل في واحة سيوة، واستعداده ماليا للتنفيذ فورا على أعلى مستوى، وطلب تسهيل الإجراءات، فعقّب رئيس الوزراء بتأكيد الاستعداد لمنحه الرخصة الذهبية من المجلس مباشرة لتنفيذ هذا المشروع، بعد مراجعة المخطط والتصميمات.
وعرض الحضور مطالبهم على رئيس الوزراء، وتضمّنت العمل على زيادة محطات تحلية المياه وتدعيم قدرة الشبكة الكهربائية ورفع كفاءتها، مشيرين إلى أهمية زيادة عدد الآبار لتوفير المياه النقية، كما طلبوا ازدواج الطريق السريع لسهولة الوصول للقاهرة، وعرضوا مشكلة خاصة ببحيرة بهي الدين تحتاج لحل سريع، وتم التوجيه بتدعيم الجسور بهاط، وتنفيذ منظومة متكاملة لتطوير البحيرة، فيما يخص الاستخدام الزراعي، كما طلبوا تخصيص قطعة أرض لإقامة فرع لجامعة الأزهر الشريف، ومطالب خاصة بتيسيرات لتخصيص الأراضي لتنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية، لخدمة أهالي الواحة، وضرورة تفعيل المجمع الطبي في مدينة مطروح لتقديم الخدمات الصحية للأهالي.