صرخات تدمي القلوب.. مرور 23 سنة على استشهاد الطفل "محمد الدرة"
في مشهد حزين تقشعر له الأبدان، فلا صوت يعلوا فوق صوت العويل، لتعلوا صرخات الطفل محمد الدرة ووالده حتى أخمدتها الطلقات النارية من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أودت بحياة الطفل الذي كان مع والده الذي أصيب بإصابات بالغة، ليقعا فريسة للظلم والبهتان الإسرائيلي.
استشهاد محمد الدرة
منذ 23 سنة، كان محمد الدرة مع والده، لتقع طلقات نار عشوائية، ليهرع الأب وابنه للاختباء خلف أحد البراميل، ليرتقي الطفل شهيدًا ذو الثانية عشر من عمره، ولم ترق قلوب الجنود الإسرائيلية من الصرخات التي دوت الآذان، ولم تشفع صرخاتهما من إظهار الشفقة أو الرحمة بأولاء الأشخاص القاسية قلوبهم.
حادثة استشهاد محمد الدرة
ففي الصباح الباكر من اليوم الثلاثين من سبتمبر، توجه الطفل محمد الدرة مع والده و منزله في مخيم البريج بقطاع غزة، إلى مزاد السيارات في شارع صلاح الدين بين مدينة غزة ونتساريم ليقتني إحداها، ليجد نفسه محاصَرًا مع ابنه تحت النيران والطلقات العشوائية، التي استمرت لمدة 45 دقيقة.
تفاصيل استشهاد محمد الدرة
وفي خضم الطلقات العشوائية التي أرجف صداها قلوبهم المسكينة، ليحاول الأب حماية فلذة كبده محمد الدرة، ليعجز عن حمايته ويسقط الطفل ضحيةً لغدر اليهود، حيث أعرب عن حزنه في أحد اللقاءات التليفزيونية، قائلاً : " كنت أحاول حماية ابني محمد وأحتضنه بجسدي لأعزل عنه الرصاص، وكنت أرفع كف يدي لتلتقي بالرصاص عوضًا عن محمد الذي أصابت ركبته بشدة، وتلك أول طلقة تصيب جسده، وعلى الرغم من ذلك فإنه ظل متماسكًا، وإذ فجأةً وجدت رأسه على قدمي اليمنى، لأجد فتحة كبيرة في ظهره بعد اختراق الرصاصات بطنه".
الطفل محمد الدرة
وأردف الأب أنه رُزِقَ بمولود آخر بعد استشهاد محمد الدرة طفله البريء، ليطلقوا عليه اسم محمد أيضًا، تيمنًا بشقيقه الشهيد.
من هو الطفل محمد الدرة
تجدر الإشارة إلى أن الطفل محمد الدرة من مواليد شهر نوفمبر سنة 1988، وذلك العام الذي يلي سنة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، درس حتى بلغ الصف الخامس الابتدائي، وكان والده يعمل نجارًا ووالدته ربة منزل.