حماس تبدأ بتنفيذ "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل من قطاع غزة
شنت حركة حماس هجوما بريا وجويا وبحريا داميا داخل إسرائيل يوم السبت، حيث تسلل مقاتلون إلى جنوب البلاد وأطلقوا وابلا هائلا من الصواريخ من قطاع غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن في حرب، وليست تدريبات عملية، ولكن حرب."
وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية "ماجن ديفيد أدوم" في بيان على موقع X، تويتر سابقا، إن 22 شخصا على الأقل قتلوا، وأضافت أن فرقهم عالجت أيضا مئات الضحايا الآخرين.
وقد تم الإشارة في مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الإجتماعي إلى أن عدد للضحايا الإسرائيلين يرتفع بشكل حاد.
بداية الهجوم
في قصف وإطلاق نار على قطاع غزة، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا WAFA أن ستة فلسطينيين استشهدوا جراء هذا الهجوم.
وقالت حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة، إنها تقف وراء العملية التي أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، والتي تمثل إنجازا كبيرا.
وقال محمد ضيف، زعيم الجناح العسكري لحركة حماس، في رسالة مسجلة دعا فيها الفلسطينيين إلى الانضمام إلى القتال: "لقد طفح الكيل، هذا هو يوم أعظم معركة لإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض"، وقد أضاف زعيم الجناح العسكري إنه قد تم إطلاق 5000 صاروخ.
ومع بدء تجنيد المتطوعين ومحاولة تسليح جميع قوات الشرطة، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي إيتامار بن جفير حالة الطوارئ المدنية، مما يمنح الشرطة صلاحيات إضافية لتنفيذ مداهمات واعتقالات.
البحث عن مسلحين يحاولون دخول البلاد
انتشرت الشرطة المسلحة عبر الطريق رقم 3 في إسرائيل، وهو طريق سريع يقع على بعد 15 ميلا شمال غزة، ببنادق هجومية عبر الطرق، لتفتيش السيارات بحثا عن مسلحين يحاولون المرور إلى داخل البلاد.
كما تم إخلاء الطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد باستثناء مركبات الطوارئ، حيث أقامت قوات الأمن نقاط تفتيش لحركة المرور.
كما هرع السكان في تلم أبيب إلى المستشفيات والمكاتب الطبية للتبرع بالدم للجرحى، فيما أمر زعماء المدينة بفتح الملاجئ.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة على طول حدود إسرائيل المضطربة مع غزة، والقتال العنيف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ولكن أيضا بسبب سنوات من المظالم التي لم يتم حلها بشأن معاملة الفلسطينيين، والتي هددت منذ فترة طويلة بالرد على تلك المعاملة.
وأكد الجيش الإسرائيلي حدوث تسلل في عدة مواقع بالقرب من حاجز غزة في جنوب إسرائيل، كما أمرت السكان بالبقاء في منازلهم.
إسرائيل تبني سياج ضخم لمنع التسلل
وقامت إسرائيل ببناء سياج ضخم على طول حدود غزة بهدف منع عمليات التسلل، حيث إن بنيته التحتية راسخة بشكل عميق تحت الأرض ومجهز بكاميرات وأجهزة استشعار عالية التقنية وتكنولوجيا استماع حساسة.
وفي عام 2007، فرضت إسرائيل ومصر حصارا على غزة بعد سيطرة حماس على القطاع. ووقعت أربع حروب منذ ذلك الحين، آخرها في عام 2021.
وكانت هناك جولات عديدة من القتال بين إسرائيل وحماس وغيرها من الجماعات المسلحة الأصغر المتمركزة في غزة.
وقد أدى الحصار، الذي يقيد حركة الأشخاص والبضائع من وإلى غزة، إلى تدمير اقتصاد القطاع.
وتقول إسرائيل إن ذلك الحصار ضروري لمنع الجماعات المسلحة من بناء ترساناتها، بينما يقول الفلسطينيون إن ذلك يصل إلى حد العقاب الجماعي.
وفقا لمبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند، يأتي الهجوم خلال فترة قتال عنيف في الضفة الغربية، حيث قتل ما يقرب من 200 فلسطيني في غارات عسكرية إسرائيلية هذا العام.
وتقول إسرائيل إن الغارات تستهدف المسلحين، لكن المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة والأشخاص غير المشاركين في أعمال العنف قتلوا أيضا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند، في إحاطة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أغسطس، إن الهجمات الفلسطينية على أهداف إسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا حتى الآن في عام 2023.