ها قد مر العمر سريعاً وأدركت أن تحمل المسئولية يتماشى طردياً مع مرور السنوات، فكلما مر العمر زادت عليك ضغوطات الحياة وعليك المقاومة والتعامل مع الأمور بكل عقل وحكمة.
ولكن بالداخل صراع كبير أريد أن أغمض عيني لدقائق وتأخذني آلة الزمن إلى الوراء........
العقد الثالث
حينما كنت ألعب وأبكى فقط وقت ما أريد لعبة أو حتى قطعة حلوى، لا أفكر في الحياة وما هو قادم، ولا أحمل لنفسي مشقة التفكير في المستقبل البعيد.
وأي عقل هذا في الصغر نتمنى أن نكبر لتكتمل حريتنا ونختار حياتنا ومع من سيحارب معنا ويقاتل لكي نصنع أحلام حقيقية، وها نحن لقد تحقق الحلم والأن نتمنى أن تكون أقصى أحلامنا ابتسامة وضحكة من قلب برئ لا يعلم حتى ما يحدث ويدور من حوله.
العقد الثالث من العمر
ربما عشنا تجارب مليئة بالخيبات والانكسار لذلك نتمنى الرجوع، ولكن سرعان ما تذكرت أننى لم أكن أعلم أن هذا المنحدر سيجرح بشدة لو لم أتسرع في المشيمن فوقه.......هنا تعلمت أن في المرة القادمة سأكون حذرة وأنا أخطو.
هكذا تعلمنا ونحن صغار بكينا كثيرا لنكتسب الخبرات وما زلنا نتعلم حتى ونحن كبار، فالأمر متعلق بمدى استيعابك للتجربة، الفرق الوحيد هو أننا كنا نبكى بصوت عالٍ وعينان مليئة بالدموع وببعض الحب وكلمات طيبة تتوقف وتسترد الضحكات وتعود للعب وكأن شيء لم يكن، أما الأن يصعب علينا البكاء أو حتى الصراخ علينا تحمل المسئولية فأصبحت في العقد الثالث هكذا يقولون.....
في العقد الثالث من العمر
ولكن الطفلة البريئة مازالت بالداخل مهما مر العمر ولو أتاحت الفرصة لصرخت وفاضت العين بالبكاء عند كل موقف صعب يمر حتى وان كان وغزة صغيرة ببعض الحنان أيضاً سيتوقف كل هذا الألم، فنحن لم نتغير كثيراً فالعمر مجرد رقم، هكذا قال فاروق جويدة " وما العمر يا أطهر الناس إلا سحابة صيف كثيف الظلال".