سامح شكري: "التهجير القسري" لأهالي غزة ليس حلا للأزمة الفلسطينية

يتجه آلاف الأشخاص اليائسين للفرار من غزة إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، وسط جهود دبلوماسية محمومة لإعادة فتح الطريق الوحيد للخروج من قطاع غزة المحاصر. 

يأتي ذلك في الوقت الذي تكثف فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على قطاع غزة، وتستعد لإرسال قوات برية ردًا على هجوم “طوفان الأقصى”، الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس، الأسبوع الماضي والذي خلف أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي وأسر 199 رهينة. 

وقطع الكيان الصهيوني إمدادات الغذاء والماء والوقود، كجزء من الحصار الكامل الذي فرضته على قطاع غزة، ودعت أكثر من مليون مدني يعيشون في مدينة غزة وما حولها إلى التوجه جنوبًا قبل غزو وشيك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقالت مجلة الإيكونوميست، إنه مع وجود ما يقدر بنحو 2.3 مليون شخص محصورين، داخل مساحة أكثر كثافة سكانية من لندن، وتعهد حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير حماس بأي وسيلة ممكنة، فإن شيئا بشعا على وشك الحدوث. 

وجاء في مجلة الإيكونوميست، إن المسار الواقعي الوحيد لحماية الأبرياء يكمن في المفاوضات الصعبة، ولا سيما بشأن خطط فتح المعبر بين غزة ومصر. 

الطريق الوحيد الذي يصل بين غزة ومصر

وذكرت إحدى القنوات أن معبر رفح، الواقع على الطرف الجنوبي من غزة، هو الطريق الوحيد إلى مصر، إذ أنه يعمل كحلقة وصل حيوية بين غزة وبقية العالم. 

وطلبت الحكومة المصرية من المجتمع الدولي توجيه رحلات مساعدات جوية إلى العريش، التي تبعد حوالي 45 ميلا عن رفح، حيث شوهدت مئات الأطنان من الإمدادات تنتظر شاحنات جاهزة لعبور الحدود. 

لكن بينما تبدو مصر الآن مستعدة لإعادة فتح المعبر، للسماح للمواطنين الأجانب بالخروج ودخول المساعدات الإنسانية، قالت بي بي سي إن مصر تخشى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب، حسب تصريحاتهم.

وأكدت مصر ودولًا عربية أن خطة تهجير أهالي غزة أمر غير مقبول، لأنه سيكون بمثابة طرد الفلسطينيين من وطنهم، حيث حذر وزير الخارجية سامح شكري من أن "التهجير القسري" ليس حلا للأزمة الفلسطينية.

 وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الخوف الرئيسي لدى القاهرة هو أنه كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، كلما زادت الضغوط التي تواجهها مصر لقبول تدفق اللاجئين إلى سيناء، وهي شبه جزيرة قاحلة ذات كثافة سكانية منخفضة.