يعتمد لاعبو كرة القدم في كل الفرق على مستوى العالم، أندية ومنتخبات، على تقنيات كثيرة لتحسين أدائهم، إضافة إلى التمارين اليومية الشاقة، كما يلعب صفاء الذهن والتوازن الروحي والنفسي، إضافة إلى لغة الجسد، دورا مهما في تحقيق نتائج جيدة وقهر الخصوم على أرض الملعب.
وفي المباراة الأخيرة للأهلي مع غريمه التقليدي الزمالك، التي فاز فيها الأهلي بنتيجة 4 مقابل 1، يمكن تحليل نتيجة الفوز بشكل عام بطريقة مختلفة، وهي طريقة "الهدف النفسي"، (والهدف النفسي المقصود به التسجيل فى مرمى الخصم في آخر دقيقة من الشوط الأول للمباراة وليس العامل النفسي)، الذي يضر بثقة اللاعبين في فرصهم في العودة من جديد إلى المباراة، وكان هدف لاعب الأهلي علي معلول في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول نموذجًا للخوض في غمار نظرية "الهدف النفسي".
ومن خلال استعراض نظرية الهدف النفسي وتحليلها نشر موقع "بارسا انوفيشن هاب" تقريرا حول "أسطورة الهدف النفسي"، وهو الهدف الذي يتم تسجيله في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، قبل توقف المباراة مباشرة وذهاب الفرق إلى غرف تبديل الملابس؛ حيث إن هناك اعتقادًا سائدًا أن تلقي هدف في تلك اللحظة بالذات يمكن أن يضر بثقة اللاعبين في فرصهم في الفوز بالمباراة، لذلك فقد بحث التقرير في حقيقة هذا الاعتقاد من خلال بعض الأبحاث والإحصائيات النادرة حول مسألة الهدف النفسي، فهل من الصحيح أن الأهداف النفسية موجودة؟ أم هي مجرد خرافة متداولة؟
من أكثر الأساطير انتشارًا في كرة القدم وجود "الهدف النفسي" يتم تسجيل هدف نفسي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، قبل توقف المباراة مباشرة وذهاب الفرق إلى غرف تبديل الملابس، والاعتقاد السائد هو أن تلقي هدف في تلك اللحظة بالذات يمكن أن يضر بثقة اللاعبين في فرصهم في الفوز بالمباراة، هل صحيح أن الأهداف النفسية موجودة؟ هل الفرق التي تحصل على هدف في اللحظات الحاسمة من الشوط الأول ينتهي بها الأمر بخسارة المباراة؟
أسطورة أم حقيقة؟
الأبحاث حول وجود الهدف النفسي وتأثيره على نتيجة المباراة نادرة، وكانت نتائجها تعتمد على وقت تسجيل أو تلقي هدف قبل نهاية الشوط الأول مباشرة وأظهرت النتائج أنه بتحليل 1179 مباراة في دوري أبطال أوروبا UEFA و UEFA Europa League بين موسمي 2008، في 9٪ من المباريات، سجل الفريق بين الدقيقة 45 ونهاية الشوط الأول، وارتفعت نسبة الفوز إلى 17٪ عند احتساب الأهداف المسجلة من الدقيقة 41 حتى نهاية الشوط الأول.
وفقًا للنموذج الرياضي الذي اقترحه المؤلفون، إذا سجلت الفرق المحلية هدفًا بين الدقيقة 45 ونهاية الشوط الأول، فمن المتوقع أن ينخفض فارق الأهداف في نهاية المباراة بمقدار 0.52 هدف. ومع ذلك، فإن تسجيل هدف في وقت آخر في الشوط الأول ليس له تلك النتيجة السلبية.
لم تؤثر الأهداف التي سجلتها الفرق الزائرة في الوقت الإضافي في الشوط الأول على فارق الأهداف النهائي بين الفريقين. بمعنى آخر يبدو أن هناك تأثيرًا نفسيًا عندما تسجل الفرق المحلية هدفًا في الوقت الإضافي من الشوط الأول.
أسباب وجود هدف نفسي محتمل
وجد الباحثون عاملين آخرين مهمين لشرح النتيجة النهائية للمباريات، حيث إذا فاز فريق في نهاية الشوط الأول 1-0، ولكن تم طرد أحد اللاعبين من الفريق المهزوم، فإن التوقعات هي أن الفريق المهزوم هي هذا الوقت يصعب مهمته في تعويض الهدف، علاوة على ذلك أظهر الباحثون أيضًا أن نفس التأثير لتسجيل هدف قريب بعد الدقيقة 45 وقبل نهاية الشوط الأول موجود أيضًا.
يمكن أن يؤدي الهدف قبل نهاية الشوط الأول إلى تخفيف الضغط على الفريق الذي سجل، ونتيجة لذلك، وبالنسبة للفريق الآخر قد يتسبب تسجيل هدف في ذلك الوقت، دون وعي، في استرخاء معين مع الشعور بعدم القدرة على تعويض هذا الهدف بالنسبة للفريق الذي تلقاه.
وقد يدفع هذا الهدف للفريق الفائز في الشوط الأول بمواصلة تسجيل الأهداف في الشوط الثاني، بينما على الجانب الآخر يشعر الفريق المهزوم مؤقتا بالفشل .
الأمر يعتمد في النهاية أيضاً بعد تسجيل هدف الدقيقة 45 إلى تغيير خطة اللعب أو يفضل اتباع أسلوب دفاعي أكثر بعد تلقي الهدف في حالة الهزيمة، أما في حالة الفوز فقد ينتشي المدير الفني ويحدث نوعا من التراخي في أداء اللاعبين .
ومع ذلك، كما أقر التقرير، إأنه لا يوجد هدف محدد نفسي، جميع الأهداف نفسية لأن جميعها يمكن أن يكون لها عواقب إيجابية أو سلبية على الفرق، ولكن يعتمد ذلك على كيفية إدارة الفرق لتلك اللحظات.