مصادر طبية: تضاؤل مخزون الأدوية في مستشفيات غزة يوشك بانهيار القطاع الصحي

قال شهود عيان، اليوم، إن مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات قطاع غزة أوشك على النفاد، في ظل استمرار تلقي المستشفيات لعدد من الجرحى والشهداء، جراء العدوان الإسرائيلي والقصف المستمر على قطاع غزة منذ الثامن من شهر أكتوبر الجاري.

وفي مستشفى “شهداء الأقصى” وسط قطاع غزة، توشك المواد اللازمة لتغطية الموتى على النفاد، في ظل تكدس الجثث في الفناء الخارجي للمستشفى، فيما تتلى صلوات الجنازات، وسط انهيار أقارب الشهداء.

يأتي ذلك فيما يكافح الأطباء في المستشفى لتضميد جراح المصابين، في ظل قلة مخزون الأدوية والإمدادات الطبية التي تتضائل يومًا بعد يوم.

وأظهرت بعض الصور مشاهد قاسية من للغاية، بحيث لم تستطيع وسائل الإعلام العربية والعالم نشرها، إذ أنها تحتوي على العديد من الأشخاص الذين استشهدوا، ومن بين هؤلاء الشهداء أطفال، بينهم طفلين رضيع.  

 ويقول مسؤولون من وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 100 شخص استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية خلال اليوم الأحد فقط. 

يأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه استهدف مناطق في قطاع غزة، بناء على معلومات استخباراتية تؤكد وجود أحد قادة حماس في المنطقة المجاورة للمستشفى، والذي أعطى أوامر بإطلاق النار باتجاه الأراضي المحتلة من تلك المنطقة.

الجثث تملأ ساحات المستشفى

وقال أحد العاملين بإحدى مستشفيات قطاع غزة: "نحن هنا منذ بزوغ الفجر، والجثث ملأت ساحة المستشفى بالكامل، فوق الجثث الموجودة في الثلاجات الممتلئة، داخل مبنى المستشفى وخارجه، ليس لدينا ما يكفي من الأكفان للجثث لأن الأعداد ضخمة. تصل جميع الجثث أجزاء، منفصلة ومجزأة. لا يمكننا التعرف عليها لأن الجثث مشوهة ومسحقة."

ووصف الوضع بأنه لا يطاق، مضيفًا: "رغم كل ما شهدناه، إلا أنها مشاهد لم نشاهدها من قبل." 

وتتكرر مشاهد مماثلة في المستشفيات في جميع أنحاء القطاع، مع بدء حرب طوفان الأقصى بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ ثلاث أسابيع.

الرعب يخيم على المحتمين في المستشفى

وفي مستشفى "القدس" بمنطقة تل الهوى بمدينة غزة، ضربت القنابل مباني مجاورة للمستشفى، بينما كان فريق من 23 طبيبًا وممرضًا يعالج أكثر من 500 شخص.

وقال الطبيب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته حفاظًا على سلامته، في رسالة صوتية، إن المرضى والمدنيين الذين يحتمون بالمستشفى يعيشون في حالة من الرعب. 

ووسط وضع صحي وصفه بالكارثي، كان يتعين على الأطباء أن يقرروا من سيعالج أولًا، والباقي ينضم إلى قائمة الانتظار.

تحذير قطاع شمال غزة 

وكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيره للمواطنين في شمال قطاع غزة،  وطالبهم بالتوجه جنوب منطقة وادي غزة حفاظا على سلامتهم، وتمهيدًا لقصف كبير على مناطق شمال القطاع، حيث استجاب بعض السكان وفروا إلى الأجزاء الجنوبية من غزة، ولكن لا يزال آلاف آخرون في منازلهم في شمال غزة. 

وتحتاج المستشفيات في أنحاء غزة بشدة إلى الإمدادات، حتى بعد أن تمكنت أول 20 شاحنة مساعدات من الدخول عبر مصر يوم السبت. 

وعلى الرغم من مرور بعض الإمدادات الغذائية والطبية، لم يدخل أي وقود إلى غزة منذ بدء الصراع، حيث تعتمد المستشفيات على المولدات التي تعمل بالوقود للحصول على الكهرباء. 

تحذيرات اليونيسيف

وحذرت اليونيسيف يوم الأحد من أن 120 طفلا في الحاضنات، بما في ذلك 70 طفلا حديث الولادة موصولين أيضا بأجهزة التنفس الصناعي، يعتمدون على آلات متصلة بمولدات احتياطية تم نشرها عندما انقطعت إمدادات الكهرباء عن غزة من الكيان الصهيوني.